العين والحسد
كثير من الناس يصابون بالعين وهم لا يعلمون ، لأنهم يجهلون أو ينكرون تأثير العين عليهم ، فان أعراض العين في الغالب تكون كمرض من الأمراض العضوية والنفسية إلا أنها لا تستجيب إلى علاج الأطباء ، كأمراض المفاصل والخمول والأرق والحبوب والتقرحات التي تظهر على الجلد والنفور من الأهل والبيت والمجتمع والدراسة ، وبعض الأمراض النفسية والعصبية .قال الشاعر : يخاطب ناعورتان للزرع في قريةٍ يقال لها "بُشيناء"بشيني لها ناعورتان كلاهما *** تسح بدمعٍ دائم الهملان
مخـافة دهرٍ أن يصيب بعينه *** لإحداهما يوماً فيفترقان
وأنشد آخر:خليليَّ إنّي للثّريّا لحــاسدٌ *** وإني على ريب الزمان لواجد
أيجمع منها شملها وهي سبعة *** وأفقد من أحببته وهو واحد
يقول الشيخ عبد الخالق العطار : أعراض الحسد تظهر على المال والبدن والعيال بحسب مكوناتها ، فإذا وقع الحسد على النفس يصاب صاحبها بشيء من أمراض النفس ، كان يصاب بالصدود عن الذهاب إلى الكلية أو المدرسة أو العمل، أو يصد عن تلقى العلم ومدارسته واستذكاره وتحصيله واستيعابه وتقل درجة ذكائه وحفظه ، وقد يصاب بميل للانطواء والانعزال والابتعاد عن مشاركة الأهل في المعيشة، بل قد يشعر بعدم حب ووفاء وإخلاص أقرب وأحب الناس له ، وقد يجد في نفسه ميلا للاعتداء على الآخرين ، وقد يصير من طبعه العناد ، ويميل إلى عدم الاهتمام بمظهره وملبسه ، ولا يألفه أهله وأحبابه وأصحابه ويسيطر عليه الإحساس بالضيق والزهق ، ويشعر بالاختناق ويصير لا يستقر له حال أو فكر أو مقال . وليس بلازم أن تظهر جميع هذه الأعراض على المحسود بل قد يظهر بعضها فقط. وإذا كان الحسد واقعا على المال ؛ فيصاب المحسود بارتباك وضيق في التعامل مع غيره بشان المال . كما يصاب بالخبل في إعداد وتصنيع أو جلب أو عرض البضائع للتداول ، وقد تتعرض البضائع للتلف وتخيم على حركة البيع سحابه من الركود والكساد ويضيق صاحب المال المحسود ذرعا ولا يقبل التحدث عنه أو العمل من أجله. وإذا كان الحسد واقعا على البدن فانه يصاب بالخمود والخمول والكسل والهزال وقلة الشهية وكثرة التنهد والتأوه وبعض الأوجاع ا.هـ.( كتاب الحسد والحاسد والمحسود ص 49 ) يقول أبا العتاهية وقد تأخر عليه عطاءه من عمر بن العلاء : أصابت علينا جودَك العَين يا عُمَـرْ | فنحن لها نَبْغِي التمائمَ والنشَرْ |
أصـابتك عَينٌ في سخائك صُلبـةٌ | ويا رب عين صُلبَة تَفْلِقَ الحَجَرْ |
سَـنَرْقيكَ بالأشعارِ حتى تملهــا | فإن لم تُفِقْ منها رقَيْنَاكَ بالسوَرْ |
وقال آخر :أعيـذ علاك من لدغات عينٍ *** لو أنّ المجدَ أبصرها فقاها
ولا تعدمْ محاسنَ لو أريد ال *** حسودُ على الفداء لها فداها
ومن أبرز أعراض العين والحسد :- صداع في الرأس .
- السفعة وهي السواد أو الصفرة أو الشحوب في الوجه .
- كثرة التعرق و التبول وأحيانا اسهالات متكرره .
- ضعف الشهية للأكل . - حرارة في الجسم ولو كان الطقس بارداً أو العكس .
- خفقان في القلب ويصاحبه الهلع والخوف من الموت .
- ألم أسفل الظهر و ثقل وألم في الكتفين .
- الم يبدأ من جوف العين والصدغ وينزل من الرأس الى الكتف ومن ثم الى طرف أصابع اليد. - الشعور بالضيق والتأوه والتنهد والرغبة في البكاء بدون سبب بل والبكاء من شدة الضيقة في الصدر . - الكآبة والصمت وقلة الضحك والنظرة السوداوية للحياة وربما تمني الموت . - انفعالات شديدة و غضب غير طبيعي وبعض الحالات النفسية كالجنون والوهم و الخوف . - صعوبة في المشي أو الوقوف لفترة طويلة أو أداء أي عمل شاق ، وقد لا يستطيع بذل أي مجهود . - النسيان وعدم القدرة على التركيز . - الخوف والنفور من المدرسة " وهذا يحصل كثيرا مع الطلاب ". - النعاس عند المذاكرة أو قراءة القرآن أو عند الامتحانات . - النفور من العمل أوفشل وكساد التجارة . - النفور من المسكن وكراهية البقاء فيه أو العكس " نفور من المجتمع "- النفور من الزوج أو الصديق أو المجتمع قال نصر بن أحمد:كأنَّما الدَّهر قد أغرى بنا حسداً ... ونعمة الله مقرونٌ بها الحسد
- أرق وعدم القدرة على النوم . - رؤية أحلام تدل على العين كأن يرى في المنام من ينظر اليه في المنام أو رؤية عين أو مجموعة عيون . - نشفان الريق بصورة مستمرة . - كدمات تظهر على الجسد " زرقاء أو خضراء أو بنية" خصوصا على اليدين والقدمين ، وكذلك الحبوب والدمامل المتقيحة. - امراض لا يعرف الطب سببا لها خصوصا الأمراض الجلدية والباطنية والنفسية . - وخز و برودة بالأطراف . - كثرة التثاؤب في الصلاة وعند استماع أو قراءة القرآن .
أعراض العين وقت الرقية أو على أثرها: ـ كثرة التثاؤب المصحوب بالدموع . اما في غير وقت الرقية فليس التثاؤب بدليل كافٍ على العين ، يقول الشاعر :ولما أبت عيناي أن تملك البكى | وان تحبسا سح الدموع السواكبِ |
تثاءبت كي لا يُنكر الدمع منكرٌ | ولكن قليلا ما بقـاء التثــاؤب |
ـ النعاس والرغبة في النوم . ـ قد يحصل للمعيون إغمائة خفيفة . ـ يشعر المعيون بالرغبة بالتمغط كالذي يفعله الإنسان عندما يستيقظ من النوم. ـ يشعر المعيون بخدر في عامة جسده وربما في إحدى شقيه الأيمن أو الأيسر . ـ يتصبب جسده عرقا خصوصا الجبين ومنطقة الظهر . ـ يحصل للمعيون غثيان أو تقيؤ غالبا ما يكون مخاط صافي اللون مثل زلال البيض وهذا ما يفرق بينه وبين السحر حيث أن السحر في الغالب يكون القيء مواد عفنه وملونه وحاره. ـ مغص وآلام في البطن ، أو أسهال أو خروج إفرازات من الرحم . ـ كثرة خروج البلغم والبصاق . ـ التجشؤ يزداد مع الرقية . ـ يجد المعيون الرغبة في البكاء أحيانا . ـ برودة شديدة في الأطراف . ـ وخز كالإبر في الأطراف . ـ حكة في الجسم أو بعض أعضائه . ـ زيادة بالنبض و " خفقان في القلب " ـ حرارة في البدن وربما شعر بها تخرج من أطرافه . ـ رمش في العينين ، فرك العينين بشدة . يقول الشاعر ابن المعتز : أصابت عينها عين فزيدت | فتوراً في الملاحة وانكسارا |
وصار لغمزها عددٌ إذا ما | أشار إليه لحظ أو أشـارا |
ـ كثرة التبول . ـ قد يحصل نزيف من الأنف . ـ إذا كانت العين مصحوبة بالمس فقد تظهر أعراض العين وأعراض المس في آن واحد . * ليس بالضرورة أن تجتمع جميع هذه الأعراض بل بعضها أو اكثرها .