نيويورك تايمز: "نجران" منطقة اضطهاد الإسماعيلية بالسعودية "نجران" منطقة اضطهاد الإسماعيلية بالسعودية
ألقت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على السمة المشتركة التى جمعت بين مسيحيي القرن السادس فى مدينة نجران التى تقع جنوب السعودية وبين قاطنيها الآن من طائفة الإسماعيلية، ورأت أن الاضطهاد والقمع كان أبرز تعرض له كلاهما فى أوقات مختلفة من الزمن ولكن فى نفس المكان.
وقالت الصحيفة إن مدينة نجران شهدت واقعة تعد من فظائع العصور القديمة، تتمثل فى قيام طاغية يهودى بجمع آلاف المسيحيين فى حفر وإحراقهم حتى الموت، لرفضهم التخلى عن دينهم عام 523 الميلادى. وبعد مضى آلاف الأعوام على هذه المذبحة، أصبحت هذه الواقعة محور هوية سكان المنطقة الآن الذين ينتمون إلى طائفة "الإسماعيلية" المسلمة، وهم أقلية يعتبرهم المسلمون السنة فى السعودية وخارجها، "كفاراً وزنادقة".
ومن هنا بات الإسماعيليون يرون المسيحيين المضطهدين كأسلافهم وأعوانهم فى النضال الذى لا ينتهى للحصول على اعتراف السعودية بهم.
"هذه القصة تعنى الكثير بالنسبة لنا"، على حد قول على الحطاب (عامل) بمستشفى ويبلغ من العمر 31 عاما، "حياتنا ومعاناتنا اليوم تنبع من هؤلاء الشهداء الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل إيمانهم".
ومع ذلك، لا تكترث الحكومة السعودية بهذه المقارنة كثيرا، فجزء من الموقع الذى شهد مقتل آلاف المسيحيين، ويضم رفاتهم التى خلفها إحراقهم، تم دفنه ورصف الطريق فوقه قبل عدة أعوام، بالإضافة إلى أن المتحف الصغير الذى يضم بقايا تاريخ هذه المدينة العتيقة لا يعبأ كثيراً بتوضيح ملابسات هذه المذبحة.
واعتبرت نيويورك تايمز هذا انعكاساً للعداء الشديد الذى يكنه المحافظون السعوديون لأى قطع أثرية خلفتها حضارة ما قبل ولادة الإسلام فى القرن السابع الميلادى.
وأشارت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن طائفة الإسماعيلية تتعرض لشتى أنواع القمع، إذ إنها تحرم من الوظائف الحكومية، ويتعرضون لضغط شديد للتحول إلى الوهابية، الطائفة الأكثر شيوعاً فى المملكة العربية السعودية.