عن محمد بن مسلم قال: سمعت أبا جعفريقول: لفاطمة وقفة على باب جهنم فإذا كان يوم القيامة كتب بين عيني كل رجل: مؤمن أوكافر، فيؤمر بمحب قد كثرت ذنوبه إلى النار، فتقرأ بين عينيه محباً، فتقول: إلهيوسيدي سميتني فاطمة، وفطمت بين من تولاني وتولى ذريتي من النار، ووعدك الحق، وأنتلا تخلف الميعاد.
فيقول الله عز وجل: صدقت يا فاطمة إني سميتك فاطمة، وفطمت بك منأحبك وتولاك وأحب ذريتك وتولاهم من النار، ووعدي الحق وأنا لا أخلف الميعاد، وإنماأمرت بعبدي هذا إلى النار لتشفعي فيه، فأشفعك، ليتبين لملائكتي وأنبيائي ورسلي وأهلالموقف موقفك مني ومكانتك عندي، فمن قرأت بين عينيه مؤمناً فجذبت بيده وأدخلتهالجنة.
السلام على الطهر والصفاء , السلام على نور الضياء, السلام على ابنة سيدالأنبياء, السلام على السبب المتصل بين الأرض والسماء, السلام على السناء , السلامعلى الزهراء.
هامت روحي بين أنواركِ ومعاجزكِ الخالدة, سيدتي ,التي تعجزالنفوس عن استيعابها والعقول على فهمها وحصرها, وكيف لا وأنت سيدة للعالمين منالأولين والآخرين. وهاهو الغرب يسبقنا للتكرم بأنوارك القدسية وتتشرف أمه المسيحبتقديس أنفاسك الزكية التي منٌت عليهم بالسكينة والسلوان وأسسٌت النورانية والطهرعلى ارض أصبحت ببركتك من بقاع الله المقدسة. بينما نحن نقف عاجزين أمام كيانكالمحمدي ومن ترابك محرومين وعن رياضك مهجٌرين.
«فاطمة» أو «فاتيما» اسم أطلق على مدينه بأسرها كرامة لسيدة نساء العالمين عليهاالسلام في بلاد تدين بدين غير دين محمد عليه وآله خير الصلاة والسلام, وليس هذابالكثير عليها روحي فداها ولكن العجب كل العجب من ان يكون الغرب سباقاً لتجسيد هذاالمقام المحمود لها عليها السلام ونحن نقف مكتوفي الأيدي أمام القلوب الحاقدة التيتحاول إطفاء نورِ يأبى الله له إلا أن يكون وضاءاً وأكثر إشراقاً. فما ضرك مولاتيأن يقللوا من مقامك فمن عرفك عرفك ومن لم يعرفكِ فذلك الخُسران المبين. فالسلامعلى التي لا حد لمقاماتها أو شمول.
فهذه هي نفسها الزهراء المحمدية التي أنبثق نورها في البرتغالليتعدى حدود الأديان والزمان والمكان ليبقى رمزاً لسمو الروح وتزكيتها. فأصبحتمنارة وركيزةً يحج اليها آلاف القلوب والأبدان من كل مكان في بقعه يجلها أهلالبرتغال جميعاً وسموها باسم سيدة الإسلام الأولى (فاطمة) عليها السلام.
في الثالث عشر من مايو في كل عام. آلاف من البشر يهرعون قاصدين قرع أبواب السيدةالجليلة, التي يطلقون عليها اسم ( السيدة ذات المسبحة). منهم طالب للشفاعة والغفران ومنهم طالب للشفاء وتقديم النذور والقربان تيمناً بابنة نبي الإسلام!! قدتتساءل كيف يجلونها هذه الجلالة!! وهم من الكاثوليك الذين ينكرون أساساُ الإسلام, بل كيف يتوافدون إليها كل عام زاحفين على ركبهم وكيف يعتقدون بها ويعلمون إنهاعقيدة راسخة لا يشوبها عابثين ويلقنونها أجيالهم جيلاً تلو جيل!! إن هذا لا يلقيالضوء إلا على عظمة سيدة العالمين التي لم يقتصر نورها على دين أبيها المطهر فحسب, إنما تعدى ليشمل كل الأقطار.
وتعود هذه العقيدة الراسخة إلى واقعة تاريخية حدثت في عام 1917 م كما يرويها أهلالبرتغال قاطبة. ففي تراثهم أن ثلاثة أطفال رأوا سيدة جليلة أسمها فاطمة, ووصفوهابأنها السيدة ذات المسبحة, وقالوا أنها ابنة نبي الإسلام. وبذا أصبحت هذه الروايةمصدراً تاريخياً لاعتقاد عميق وشفاف في حياة شعب البرتغال.
والقصة كما يرويها الأطفال الثلاثة وهم (جاسيتا البالغه من العمر 7 سنوات, فرانسيسكو البالغ من العمر 9 سنوات ولوسيان ذات العشر سنوات) وقد كانت لوسيانالشاهدة الرئيسية لهذه لواقعة كما نقلها الأطفال الثلاثة. حيث يروون: في عام 1916م وقبل عام واحد من لقاءنا بالسيدة تجلى أمامنا ملك قال لنا هذه الكلماتالثلاثة:
«لا تخافون فأنا ملك السلام, يا إلهي إنني أؤمن بك, وأعتقد بكوأعشقك, وإني أستغفر لؤلائك الذين لا يصدقون ولا يعشقون ولا يؤمنون».
وقد تجلى أمامنا هذا الملك مرتين في الصيف والخريف, وفي كل مرةيطلب منا شيئاً, كأن نقدم قرباناً, ونستغفر للمذنبين وندعو له. وحقيقة كانت هذهالمرات الثلاث بمثابة تهيئة لنا للقاء السيدة ذات المسبحة, وفي الثالث عشر من مايوعام 1917 م. شاهدنا نوراً وضاء, ثم شاهدنا فوق شجرتي الزيتون والبلوط نوراً عظيماًوظهرت لنا سيدة أكثر وهجاً من نور الشمس, تسمى فاطمة, بنت النبي, قالوا لها: من أينجئت؟ قالت: جئت من الجنة. قالوا لها: ماذا تريدين؟ قالت: جئت لأطلب منكم الحضورلهذا المكان مرة أخرى, ثم أخبركم فيما بعد ماذا أريد منكم. وقد كانت هذه السيدة ذاتالمسبحة تظهر في كل شهر منذ مايو وحتى أكتوبر وفي آخر لقاء حصلت المعجزة الكبيرةأمام أنظار سبعين ألف مشاهد اجتمعوا لرؤية السيدة ذات الم سبحة, فقد وقفت هذهالسيدة أمام الحشد الكبير وأدارت الشمس في كبد السماء, ثم أوقفتها ثم أدارتها منجديد حتى خالها الناس ستقع عليهم, ثم أعادت الشمس كما كانت.
إلى هنا تقفالرواية لتي يتداولها البرتغاليون, وقد كان لهذه الواقعة صدى كبير في الأوساطالسياسية والدينية والاجتماعية, حيث طبعت اول صورة لهذا الحدث في صحيفة (لشبونة) فيالعام نفسه, وقد لفتت هذه الحادثه أنظار الناس الى صدق دعوى هؤلاء الأطفال الذين لميعرفوا الكذب في حياتهم. أما الأطفال فقد غيٌب الموت اثنين, وقد كان لهذا الحدثدعم لصدق كلامهم, حيث انهم بينوا سلفا أن هذه السيدة قادمة مرة أحرى لأخذهم للجنة, أما لوسيان التي ما زالت على قيد الحياة فقد نذرت نفسها من أجل الحياة الدينيةوخدمة هذه السيدة العظيمة, خصوصا بعد ما أوكلت اليها هذه المهمة وحملتها مسؤوليةهداية الناس.
لقد غيٌرت هذه الحادثة العديد من معالم الحياة في البرتغال, ففيعام 1919م بني معبد في مدينة فاطمة يختص بالسيدة العظيمة وبذكرها ورغم تدمير بعضالمبغضين له عقب ثلاث سنوات من بنائه, إلا أن أهل هذه القرية أعادوا ترميمهوإصلاحه, وفي عام 1930م أجاز الأسقف الأكبر وضع مراسم خاصة لهذا المعبد, وأخيراًفي عام 1953م سمحت الكنيسة بإقامة عبادة خاصة وطقوس معينة لهذا المعبد وكما وضعالإطار الرسمي لهذا المزار وأصبح مكانا تحج إليه أفواج من البشر كل عام. ولم تكنزيارة قادة كنائس الكاثوليكيه بأمر عجيب فها هي قرية فاطمة أضحت بقعة مباركة قد لاتختلف عن أي مزارمقدس أخر. وها نحن نرى الناس وهم يتوافدون افواجاً إلى هذا المزارجاثمين على ركبهم صابرين رغم الجروح والقروح, ممسكين بمسبحة بيضا ء, يخالونهاتقربهم من السيدة المتألقة, وهم موقنون ومعتقدون أشد الاعتقاد أن مسعاهم لن يذهبأدراج الرياح, أليس عجيبا هذا الجسد, وهذه الإراده وهذا الاستعداد للاحتفاء بذكرىرؤية السيدة العظيمة؟
ترى.. أليست كنزاً..هذه الزهراء؟؟