بسم الله الرحمن الرحيم
سلسلة دائرة المرأة العالمية في نيويورك موضوع رقم ( ص 23245ب5 ) حقوق النشر محفوظة
حق المؤذن
يتعرض الإمام زين العابدين عليهالسلام في رسالة الحقوق إلى حق المؤذن ويقول: واما حق المؤذن ان تعلم انه مذكرك بربك عزوجل وداع لك إلى حظك وعونك على قضاء فرض اللّه عليك فاشكره على ذلك شكرك للمحسنين إليك.
يمثل الإمام عدة ادواريمثل المثير النفسي والترابط الإجتماعي والاعلامي في ناحية ما يقوم به المؤذن من التحريك إلى العبادة وإن صوت المؤذن مثير ايجابي يدفع الانسان نحو اداء العمل الوظيفي الشرعي الذي يلتزم به المكلف في كل فريضة فإذا قال المؤذن اللّه فإن كلمة اللّه اكبر اشعار بان ما عداه في خلق على وجه الارض واقطاب السماء هو صغير: صغير في القوة صغير في الحجم صغير في الحركة صغير في الارادة واللّه أعظم من كل كبير أجلُّ من كل عظيم فإعلان اللّه اكبر انسياب إلى اعماق النفوس ليجعل فيها الطمأنينة والسكينة والصلة بين الخالق والمخلوق ويجعل المحبة والاس بين الموجد ومكونه.
كلمة اللّه اكبر فيها علامة الارتباط وعدم الغفلة بين اللّه سبحانه وعبده وكان الحسن بن علي عليهالسلام إذا سمع المؤذن تغير وجهه واصفر لونه فقيل له في ذلك فقال ان اللّه تعالى ارسل إليَ من يطلني لخدمة خاصة ولا ادري يقبلها مني ام لا فكيف لا يتغير لوني.
فالاذان شعار التوحيد والدعوة إلى اللّه والعمل في أداء الوظيفة مع الاخلاص وطلب الفلاح من عنده.
كلمة اللّه اكبر فيها اذلال للجبابرة والاكاسرة واعلاء كلمة اللّه في أرضه واطمئنان لقلوب المؤمنين من أوليائه.
ثم ينادي المسلمين بالرجوع إلى كلمة التوحيد ونفي الشركة في قوله اشهد ان لا اله الا اللّه واشهد ان محمد عبده ورسوله.
ويقول بعدا الشهادتين الإقبال نحو الصلاة فانها الناهية عن الفحشاء والمنكر وقربان كل تقي والمقربة إلى اللّه في الأعمال فيقول حي على الصلاة وكانت الصلاة منار القوة الروحية والدعوة الحقيقية التي تضعضع كيان الطغاة والجبابرة وهي التي تحل جميع الخوارق والمشاكل ويصفو بها قلب المؤمن.
ويقول بعدها حيَ على الفلاح وان ما يصير عليه الانسان في فلاح ونصر انما هو في العمل الروحي وليس في الاعمال المادية الشهوية وانما الذي يستمد فيه الضميرو يستيقظ فيه من الرقاد اتيان العمل الروحي من العبادة والطاعة الحقيقة التي يحصل بها الفناء من قبل العبد امام خالقه ومصوره.
ويقول المؤذن بعد ذلك حي على خير العمل وهي ان تسير على طبق ما شرعه اليك القرآن والسنة والاتيان بقوانين التشريع واحكام العمل على وجه الاخلاص والسير نحو الولاية الحقة التي جاء بها النبي...وقال: « اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دنيا »[1] فيكون خير العمل هو التمسك بولاية الإمام عليِ عليهالسلاموان جميع ما شرع طريق للولاية العلوية.
حق امام الجماعة
تعرض الإمام زين العابدين عليهالسلام إلى جملة من الحقوق في رسالته المسماة برسالة الحقوق وقال فيها.
واما حق إمامك في صلاتك فأن تعلم انه تقلد السفارة فيما بينك وبين ربك عزوجل وتكلم عنك ولم تتكلم عنه ودعا لك ولم تدع له وكفاك هول ما المقام بين يدي اللّه عزوجل فان كان نقص كان عليه دونك وان كان تماما كنت شريكه وان لم يكن له عليك فضل فوق نفسك بنفسه وصلاتك بصلاته فتشكر له على قدر ذلك.
قد أشار الإمام عليهالسلام إلى وجود عاملين اساسين في الحركة الاجتماعية.
1 ـ الزعامة و القيادة ... أحدهما الزعامة والقيادة وهي على نحوين:
أ ـ زعامة دينية ب ـ زعامة دنيوية
زعامة دينية
أما الزعامة الدينية فمرتبطة بالمدد الالهى في تسيير الامة إلى الهدى والرشاد والطريق إلى العبادة الحقه التي ليس فيها اعوجاج ولا نقصان في تشريعها وانما هي مسيرة كمال وتكامل إلى عالم الآخرة.
زعامة دنيوية
واما الزعامة الدنيوية فمرتبطة بالمصالح بين علاقة الفرد بالامة فمتى ما علم الفرد بعدم المصلحة انفصل عنهم وسار إلى مجتمع يرتبط معه على نحو المصلحة التي يستمد منهم في تقوية نشاطه وتدبير اموره المعاشية والاقتصادية وتامين اوضاعه الاجتماعية والسياسية فلم يكن بينه وبينهم الا علاقة المصلحة وليس علاقة المبدأ والقيم والانسانية والعطف والمحبة.
2 ـ الامة و المجتمع
ثانيها الامة والمجتمع وهو ان قيام الزعامة لا يمكن الا ان يثبت وجود اجتماعي متكامل يرعى الزعيم مصالحهم و يدير امورهم ويرعى حقوقهم ويوفر ما يحتاجون إليه.
وعليه لابد ان يكون المجتمع متماسكا قوي الارادة وقوي العزيمة له القدرة على الثبات والصبر في مكافحة الاعتداء فلا ينهار في عزمه ولايتلاشى في فكره فإذا قبل اللوم والشك والتردد والحيرة ونقل الأراجيف عنه صار كما قال علي عليهالسلام الشاذ من الجماعة للشيطان كما ان الشاذ من الغنم للذئب
فعند ما يجعل الإمام حقا لإمام الجماعة على المصلين لانه فيه الجانب العبادي والركون إليه في مقام التوجه الالهي فيرجعون في أعمالهم إليه على نحو الاتمام دون المتابعة وهي تعطي معنى القيادة الحرة والتحويل المطلق ولذا كان السفير بين اللّه والجماعة وهو الناطق الرسمي وقد يحمل عنهم القراءة وانه الضامن لقراءة المأمومين فلابد ان تكون صحيحة كما انه قد اشترط في مقام السفارة ان يكون عادلاً ورعا عارفا بموازين حقوق اللّه واحكامه متبعا لسيرة الحق والرشاد فيكون عندئذٍ...له حق الامامة دون ما إذا لم تكتمل في حقه تلك الشروط فلا يصلح للامامة ولذا ان الامامية يشترطون في امام الجماعة صحة القراءة اولا وحصول العدالة ثانيا فلا يمكن الصلاة خلف الفاسق والفاجر وانما الصلاة خلف العادل الذي صان النفس عن الغواية واتبع طريق الحق والهدى.
ثم ان هيئة الصلاة في الجماعة تعكس حالة التهيؤوالنظام العسكري الذي يكشف عن حالة التأهب للانطلاق نحو الدفاع عن الشهوات والانقياد نحو الطاعة الحكيمة إلى اللّه سبحانه بكل اخلاص وامانة وحسن تفكر من غير ان يمارسه الملل والضجر والبعد الفكري عن ساحة العبودية اوكما يعبر عن امام الجماعة من نوع القيادة الحربية الا أنه فرق بين قبادة عسكرية هجومية او دفاعية قد يكون فيها الظلم وسلب الحقوق ولكن في القيادة الصلاتية فيها محاربة النفس والشهوات ومجاهدة النفس فانهااقوى من الاولى.
المصدر بحث رقم ( 177 ) اية الله ال شبير الخاقاني تحقيق الدكتور الشيخ سجاد الشمري
[1]. المائدة
مع خالص تمنياتي للجميع بالتوفيق
اخوووكم سواق صادق