بالخمر وبالحزن فؤادى
للشاعر العراقى الكبير : مظفر النواب
****
عسل الورد الخامل ريقك
والنهدان أراجيف دفوف لئلاء
أهتز كما يهتزان
أحدّ من الشفرة طبعى
ورقيق كالماء
أوسخ طين يا سيدتى ينبت فلاً إن لقى الحب
وأطيب طين لا ينبت حين يساء
مسكون بالغربة
يجرى الفيروز بأوردتى حزناً
هل تسمح سيدتى أنساب إلى جانبها ؟
ليس علىّ سوى برد العمر رداء
دوريات الإخصاء تجوب الشارع
أى فم يفتح
فوراً يجرى التخدير ويخصى
ما هذا الصمت المتحرك بالشارع إلا إخصاء ؟
جئتك من كل منافى العمر
أنام على نفسى من تعبى
ما عدت أزور فناراً
البحر تخرب
يحتاج البحر إلى إصلاح
والغرق الأن هو الميناء
ما زلت على طاولة الحانة لست أعى
إلا ثملى بالكون
فالبعض على طاولة أخرى للسكر بدم المخلوقات
أنا ..هذى طاولتى
يقرأنى من يرغب حسب ثقافته فى العشق
وقد يخطئ ..لا أستاء
يا من تسعل من كل مكان إلا حقك
البرد شنيع وأنت تراقبنى
العرب العراب من البحر إلى البحر بخير
وسجون ممتعة
إسرائيل ترش علينا ماء الورد من الجو
وانت تراقبنى
ما أجمل هذا المنظر
إسرائيل ترش وأنت تراقبنى
مبسوط .. ؟
مبسوط لا شك وأنا والله كذلك جداً
شكراً ولدى رجاء
أكتب ما شئت لمن شئت بما شئت
ووجهك للحائط ..أرجوك
تشكيلة وجهك تزعجنى
عفواً ..لا أقصد جرحك فى شيئ
هل ظل هنالك ما يُجرح فيك
ولكن ..خطأ فى خطأ تشكيلة وجهك
يا رب لماذا الأخطاء ؟
أنت مصر يا سيد تزعجنى
هل آذيتك فى شئ ؟
أنزلت مرتبك الشهرى ؟
سبقتك فى طابور الخبز ؟
إن كنت بهذا التقرير توفر خبزاً لعيالك
سيشبون حراماً
أو كنت تريد شراء حذاء
أنت وتقريرك يا دوب حذاء
أهل الحانة ناموا
سامحنى ..انصرف الأن
قلبى مملوء بالخمر وبالحزن
بى شوق أتمرغ بالرمل ورائحة البطيخ بشاطئ دجلة
سامحنى إن كنت أسأت فما قصدى
نفق القلب
أعشق ألقاك غداً فى الحانة إنساناً
تقدر يا سيد إن أنت تشاء
فرشت وفى قلبى الحانة
مرتعش بالمطر الفضى
كقط فقد المأوى
أتمسح بالأبواب
أقوس ظهرى الثلجى
برأسى مشغل ماس منتظر شحنة نهدك