الشيخ المفكر سلمان العودة يدعو وسائل الإعلام لاستبدال كلمة "عانس" بـ"عزباء"

الشيخ المفكر سلمان العودة يدعو وسائل الإعلام لاستبدال كلمة "عانس" بـ"عزباء"

طالب الداعية الدكتور سلمان العودة الضيف الدائم لبرنامج حجر الزاوية الذي تعرضه قناة MBC1 ، وسائل الإعلام والمجتمع باستبدال كلمة "عانس" بـ"عزباء"، نظرا لما يحمله مدلول الكلمة الأولى من معانٍ سلبية قد تدمر حياة الفتيات اللاتي تأخر زواجهن.

وألقى العودة بالجانب الأكبر من المسؤولية على الأسرة في هذه القضية، ودعاهم إلى إشعار ابنتهم أن تأخر زواجها لا يحمل أي حرج.

وقال العودة في حلقة "حجر الزاوية" أمس الخميس "إن كلمة عانس تحمل صفات سلبية كثيرة للبنت التي تأخر سن زواجها، أدعو المجتمع ووسائل الإعلام باستبدالها بكلمة "عازبة" أو "عزباء"؛ وذلك لإبعاد الدلالات السلبية، وإعطاء قدر من التكافؤ بين الرجل والمرأة، وتقليل الإحساس بأن تأخر زواج البنات مشكلة.

وأضاف "البعض يحسون بأن تأخر سن زواج الفتيات عبء على الأسرة والمجتمع، بينما يفترض أن يُشعر الأهل بناتهم بأن بقاءهن في المنزل وتأخرهن في الزواج هو عز للأسرة ولهن، وأن الأسرة لن يجدوا حرجا إذا بقيت عندهم للأبد".

وحمل العودة قدرا كبيرا من مسؤولية تأخر سن زواج الفتيات للأسرة، وقال "تأخر سن زواج الفتيات ليست مسؤوليتهن فحسب وإنما الأسرة نتيجة للعضل طمعا في مالها، أو أنهم يريدونها لأحد أقربائها، أو لتدخلهم في تفاصيل الزواج بشكل مفرط"، ووصف ذلك بأنه مصيبة، ففي بعض مجتمعاتنا يتدخل الجميع في عملية الزواج؛ الأب والأم والأخوة، حتى أن الخادمة أحيانا تتدخل.

وقال العودة :إن الآباء أحيانا ما يرفضون الزواج إذا علموا أن بين ابنتهم والشاب الذي تقدم لها علاقة تعارف، ورفض الداعية السعودي ذلك باعتبار أن العصر الحالي قرب المسافات وأن الإنترنت وتقدم وسائل الاتصال جعلا من عملية التعارف أمرا سهلا، بغير انحلال ونشوء علاقات سلبية.

وأكد سلمان العودة على أن قرار الزواج هو قرار البنت فقط، وأن الأب مسؤوليته لا تتعدى النصح، محذرا من الكوارث التي ستترتب على إجبار البنت على الارتباط بزوج، بينما قلبها وعقلها مع رجل آخر.

الفتيات وأخطاء الماضي

أما مسؤولية البنات، فقد أشار إليها العودة بقوله "العزوبة قد تكون بسبب انشغال البنت بعمل إبداعي كالكتابة والرسم أو أي عمل آخر، والذي يجعلها لا تفكر في الزواج من الأساس".

سبب آخر لتأخر سن الزواج أرجعه العودة إلى رفض البنت نفسها للزواج، لكثرة ما تسمعه من مشكلات من المتزوجين، الأمر الذي ينفي استعدادها النفسي لتقبل تلك المشكلات.

أيضا قد يكون ذلك التأخر نتيجة لارتكاب البنت خطأ ما مع أحد الفتيان، الأمر الذي يجعلها تظن بأن ذلك سيؤثر على علاقتها الزوجية، وعلى حقوق زوجها عليها.

وقال إن الأخطاء الماضية قد تحدث نتيجة غفلة الأهل، أو تسلط الشهوة والشيطان، أو إغراء الشباب للبنات، ومع ذلك فإن الفرصة لم تفت عليهن بعد، وإنما عليهن أن يكن قادرات على النهوض من عثرتهن، وبناء مستقبلهن من جديد، ولا يشعرن بالخوف المفرط، وأن هذه الأمور سيتم اكتشافها.

عوانس من أجل التغيير

ونوّه إلى المجموعة المصرية على "الفيس بوك" واسمها "عوانس من أجل التغيير"، قال عنها "كون هذه المجموعة بنات لم يجدن حرجا في تسمية أنفسهن بالعوانس، ويتحدثن عن تغيير الصورة الاجتماعية عن العوانس، فالمرأة التي تأخر سن زواجها لا ينبغي أن ينظر المجتمع لها على أنها تسبب مشكلة".

وأكد العودة على أن إحصائيات نسبة العنوسة تخضع لمؤثرات عديدة منها السن، ولا يوجد اتفاق على سن محدد، متسائلا "متى نحكم بأن البنت عازبة؟" وقال: "إنهم لا يعتمدون على سن دقيق، فالبعض يعتبر أنها من تتعدى الـ28، وآخرون يعتبرونها من تتعدى الـ30، والـ32".

وأشار إلى أن مؤسسات حقوق المرأة في الوقت الحالي تنسق بين الترابط الاجتماعي وسلطة الآباء لأداء مهامها على النحو الأمثل، واقترح أن يكون هناك مؤسسات رديفة ليس لها طابع رسمي تحاول أن تتصل بالأب وتحل المشكلات، وهذا قد يخفف من المشكلات المستعصية، وربما يسبب الجمع بين البنات والشباب.

مشيرا إلى أن بعض البنات قد يتحدثن لأزواجهن عن بعض الأخطاء التي ارتكبنها في وقت سابق، كالتحدث مع شاب عن طريق "الماسنجر" بالخطأ، ما يجعل الأزواج يضخمن من تلك الأخطاء.