رئيس السياحة: لم أجد رحلة الى أبها والاسعار مبالغ فيها .. ولن نسكت

رئيس السياحة: لم أجد رحلة الى أبها والاسعار مبالغ فيها .. ولن نسكت

تعهد الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، برفع ملف متكامل عن الأزمات التي ضربت قطاع السياحة خلال فصل الصيف، وعبر عن أسفه لما آل إليه وضع السياحة في المملكة، على الرغم من الجهود التي بذلت منذ أكثر من عشر سنوات.

وقال: «من غير المعقول أن لا يجد مواطن مقعدا على رحلة جوية، كما أنه من غير المقبول أن تضرب قطوعات الكهرباء مئات الملايين من الاستثمارات التي ضخها رجال أعمال».

ووسع الأمير سلطان دائرة انتقاداته لتشمل قطاعات مؤسسات الدولة بسبب ما أسماه ضعف العناية بالسياحة وتردي البنية التحتية، ومع ذلك جزم رئيس الهيئة بالتغلب على كل الصعاب التي تواجه عملهم خلال الفترة المقبلة، وأنهم بصدد تقديم خطة جمع الشتات وهي خطة مفصلة تستهدف خدمات قطاعات السياحة في السنوات الثلاث المقبلة.

وأكد الامير سلطان بأن السائح في المملكة لا يجد الحد الأدنى من الاهتمام ، وقال " أنا أشعر بحرقة وأحزن وأتألم أن لا يجد سائح مقعدا على رحلة جوية عندما يريد أن يذهب إلى أبها أو الطائف أو يتجه شمالا أو جنوبا، تواجهنا تحديات ضربت السياحة الوطنية في مقتل، منها ندرة الفنادق، غلاء الأسعار، أزمات المياه انقطاعات الكهرباء وإن كانت بدأت في الانحسار، مشكلة الحجوزات، ضعف الخدمات المقدمة على الطرق السريعة، هذه بنية تحتية في صناعة تأتي في المرتبة الثالثة من حيث توفير الفرص الوظيفية، ومع ذلك الوضع كما هو وفي كل عام تغص الصحف والمجلات والمجالس والملتقيات بتداول المشاكل التي تعصف بصناعة السياحة".

واضاف " لا يمكننا على الإطلاق أن نتوقع قدوم مستثمرين في قطاع السياحة الذي يعاني تماما من نقص في الخدمات والبنى التحتية، بكل شفافية وصراحة لدينا قصور لا يليق بمكانة المملكة وتاريخها".

وأشار الى أن المواطن لايزال متمسكا بخيار السياحة الوطنية، مستدلا بخبر نقله اليه محافظ الطائف فذكر له أن نسبة الإشغال في الفنادق تجاوزت 150 في المائة، وقال الامير سلطان " وهذا الرقم فوق التوقعات تماما".

ويرى الامير سلطان بأن السائح المحلي أصبح على درجة عالية من الذكاء في ما يتعلق بالخدمات السياحة، العالم أصبح قرية بسيطة، عبر الإنترنت يستطيع أن يعمل مقارنة بسيطة بين الخدمات التي تقدم في القرى والمنتجعات السياحة في دول العالم المتقدم التي تملك إمكانيات أقل منا وبين ما يقدم له في المملكة، السياحة لم تعد ترفا بل ضرورة بعد عناء عام كامل وربما أكثر.

وحول أزمات الطيران والكهرباء التي اشتكى منها السواح ، قال الامير سلطان :" مشكلة الحجوزات وتوفير مقاعد في الطيران أكبر بكثير مما يتخيل البعض، لم أجد رحلة لأبها، وفي إحدى المرات أردنا إرسال ثلاثة مسؤولين من الرياض إلى جدة لحضور اجتماعات تخص الهيئة لكننا لم نجد مقاعد على الرحلات، ما اضطرني إلى الحديث مع شخصية مهمة لتأمين حجز، على الرغم من كوني عضو مجلس إدارة في هيئة الطيران المدني" وتسائل قائلا "لماذا نجحت شركات الاتصالات ووفرت الخدمات بأسعار تنافسية للجميع وبدون مشاكل في الوقت الذي تعجز فيه شركات الطيران المحلية عن توفير مقاعد للمسافرين إلى المناطق الداخلية؟".

أما أزمة الكهرباء ، فكشف الامير سلطان بالقول " وصلتنا شكاوى من مستثمرين تضرروا بسبب انقطاعات الكهرباء، ونحن ندرسها ونبحثها الآن، لا أعرف مبررات شركة الكهرباء".

وأوضح أن وضع الصيف والنشاط السياحي يجب أن يصاحبه استعداد في جميع القطاعات ذات العلاقة مياه، كهرباء، طيران، باختصار شديد نريد دعما ونريد أن تؤدي القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالسياحة دورها على أكمل وجه، أنا هنا لا أتحدث عن تقصير، ولكن لا ينظرون إلى السياحة كما يجب أو كما ينبغي.

وحول الأسعار الجنونية التي تنهب مدخرات المواطن الذي يبحث عن سياحة تحقق الحد الأدنى من البهجة لأبنائه ، اعترف الامير سلطان بأن" هناك مواقع تبالغ في الأسعار بشكل غير مقبول وغير معقول"، مستدركا بالقول "ولكن لا يمكننا لجم الأسعار في ظل قلة المنشآت السياحية، وحده العرض والطلب هما صمام الأمان".

وحول احاطة الجهات العليا في الدولة بالمشاكل التي تواجه السياحة ، كشف الامير سلطان ببالقول" لدينا هذا الصيف .. تقرير يرصد كل التحديات والمعوقات التي ضربت السياحة الوطنية، وفي مقدمتها صعوبة حجوزات الطيران، وانقطاعات المياه، والكهرباء، وضعف البنية التحتية، وغياب الشراكة الفاعلة لتحقيق رؤية قيادة البلاد من أجل تحقيق سياحة واعدة متكاملة".