حصار البدو للقديح ووقعة الطف عام 1908م
هده الصورة في القديح
وهده في القطيف
img]
http://www.aarbqr.malware-site.www/قلعة%20القطيف.jpg[/img]هذه إضافة إلى البحث الوثائقي: وقعة الشربة وحصار القطيف، والمنشور في العدد الأول من مجلة الواحة. فقد جاء في البحث في صفحة 49 ما نصه أن «سكان قرية القديح، وهي مسورة قريبة من القطيف، تمكنوا بعد أن شارفوا على الوقوع في الأسر من شراء حريتهم من البدو، حيث دفعوا لهم 4000 روبية وسلموهم ثمان بنادق».
إن تداعيات وقعة الشربة على الأحداث في القديح، جعلت من موضوع المعارك التي رافقت الحدث، شأناً واحداً متصلاً، وقد جاءت نهاية وقعة الشربة وما رافقها في وقت واحد. فبعد أن ثبت لدى البداة استحالة السيطرة على الحواضر من قرى ومدن بسبب صمودها منقطع النظير رغم ما تكبدته من إصابات، وبعد أن تحركت القوات العثمانية من البصرة بشكل متأخر لإنقاذ الوضع الأمني المتدهور، انفتحت آفاق الحل السلمي بين الفريقين المتصارعين، وقد كان لا بد من دفع الأموال على شكل ديات للقتلى وكذلك إرجاع بعض الأسلحة التي استولى عليها أثناء المعارك.
وفي القديح، كانت وقعة الطف «عام 1908» ملحقة بوقعة الشربة في القطيف، وسميت الوقعة بـ «الطف» بفتح الطاء، وهو اسم بستان نخيل من بساتين بلدة القديح ويقع غربيها، حيث يبعد البستان عن البلدة مسافة ميل ونصف تقريباً.
وملخص وقعة الطف، كما يرويها معاصروها، ومن بينهم «محمد علي الزين، وحسين أحمد حميدي، وحسن بن علي، ومنصور بن علي العنكي، وحسن علي عبد رب النبي، ومحمد علي الشيخ آل سليمان» كالتالي:
لم تمض إلا فترة قصيرة على وقعة الشربة في القطيف، والقلاقل والاضطرابات على أشدها لم تنقطع، بل ازدادت الحرب وامتدت إلى البلدات المجاورة للقطيف، ولما كانت القديح من أقرب البلدات إليها، فقد تحولت هي الأخرى إلى ميدان صراع دام.
ففي يوم الأحد 15-8-1326هـ، الموافق 29 أغسطس 1908، قدم جمع غفير من البدو الرحل إلى شريط البياض الواقع غرب بلدة القديح وشرق بلدة الأوجام، والممتد جنوباً إلى الظهران وشمالاً إلى الجبيل.. وكان هدف الجمع غزو بساتين النخيل الواقعة غرب بلدة القديح، حيث كان الوقت صيفاً، وثمار الأشجار يانعة قد حان وقت قطافها.
وابتدأ البداة بأول بستان صادفهم ويعرف باسم «الهمال» ويقع في سيحة التوبي، حيث تسلق أحدهم نخلة ليقطع ثمارها على مرأى من الحاج علي بن كاظم المطرود، القائم برعاية البستان نيابة عن مالكه، فاضطر ابن المطرود للدفاع عن نفسه ومنع سرقة الثمار في وضح النهار، فما كان من أحدهم إلا أن صوب بندقيته تجاهه فأرداه قتيلاً، الأمر الذي أثار رجال بلدة القديح ووجهائها، ومن بينهم: علي بن مهدي بن طحنون، وأحمد بن علي بن ناصر، ومحمد بن شيخ أحمد، ومحمد بن حسين بن سليمان شطي.
وقد قرر هؤلاء فيما يبدو الانتقام وإعلان الحرب. ولم تمض سوى فترة زمنية ضئيلة على إطلاق الرصاصة الأولى، حتى انضمت إلى كل جانب جماعات وجماعات، وكثرت الحشود وتحولت جداول مياه البساتين إلى خنادق تنطلق منها النيران والرصاص من كل اتجاه، واتسعت مساحة المعركة حيث امتدت من نخل الهمال إلى نخل «الطف» الذي سميت الواقعة باسمه.
وبالقرب من الطف، اشتدت ضراوة المعركة وقساوتها، واستمرت في هذا المكان مدة من الزمن، وقد قتل وجرح من الطرفين أعداداً غير قليلة، فمن القديحين قتل كل من: محمد بن علي بن غزوي، سلمان بن محمد أبو سلطان، محمد صالح عبيدان، أحمد بن حسين تريك، كاظم عبد اللَّه الجبيلي، علي مهدي طحنون، أحمد البشراوي، صالح دخيل، هاشم ناصر أبو الرحي، حسين بن علوي السعيدي، حسن المياد أبو حميدان، مهدي بن صالح توات، علي أحمد سليمان، يعقوب كاظم عبيدان، محمد صالح علي آل عبيدان، حسن العوازم، أحمد الحابشي العلوان، محمد احميميضة.
وكان من بين الجرحى: أحمد عبيدان، ومحمد عبيدي، وعلوي السيد سلمان الخضراوي، ومحمد السليمان، وحسن هاشم علوي أبو الرحي، وأحمد مدن الحليلي.