رويترز: خطاب أوباما من أندونيسيا كان موجها للأنظمة الاستبدادية الرئيس الأمريكى باراك أوباما
عقدت وكالة رويترز الإخبارية مقارنة بين خطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما للعالم الإسلامى من القاهرة العام الماضى، وخطابه اليوم الأربعاء بأندونيسيا التى زارها بعد أن غادرها طفلا منذ 39 عاما.
وقالت رويترز، إنه عندما وجه أوباما خطاباً للعالم الإسلامى للمرة الأولى من القاهرة العام الماضى كان خطابه محملا بإشارات إلى الماضى وإلى الإسلام وإلى التوترات التى يعانى منها الشرق الأوسط، إلا أن خطابه أمس الأربعاء انطوى على إشارة إلى الدول الإسلامية الاستبدادية، معتبرا أندونيسيا مثلا يحتذي، ومشيدا بالتقدم الذى تم إحرازه من الديكتاتورية إلى الديمقراطية المتسامحة مع الديانات الأخرى.
وأضافت "رويترز" أن القاهرة وجاكرتا مثلتا خلفيتين متباينتين لمراجعة واشنطن علاقاتها مع دول تربط بينها العقيدة لكنها تمارسها بطرق مختلفة ومتناقضة فى بعض الأحيان، وعكس الخطابان بوضوح تلك الاختلافات، ففى القاهرة تحدث الرئيس الأمريكى عن سبع مشاكل يجب حلها فى الشرق الأوسط، أما خطاب جاكرتا أشاد فيه بثلاثة مجالات قال إن أكبر دولة إسلامية من حيث عدد السكان نجحت فيها.
وقال أوباما "هذا لا يعنى أن أندونيسيا بلا عيوب، لا توجد دولة بلا عيوب.. لكن هنا توجد القدرة على تضييق هوة الخلافات بين العرق والمنطقة والدين".
ورأت رويترز، أن الخطابين أكدا أن الولايات المتحدة ليست فى حرب على الإسلام إلا أن خطاب القاهرة أولى تركيزا أكبر للدين، واقتبس أوباما آيات من القرآن أربع مرات وتحدث عما "تدين به الحضارات للإسلام" وأضاف أن الإسلام يفخر بتاريخ طويل من التسامح.
وفى الوقت نفسه حذر من أن هناك "ميلا مربكا بين بعض المسلمين لقياس تدين المرء برفض ديانة الآخر".
وأوضحت "رويترز" أن النبرة كانت مختلفة إلى حد كبير فى جاكرتا حيث قال "مثلما لا تحدد هويات الأفراد بدياناتهم وحسب، فإن هوية أندونيسيا يحددها ما هو أكثر من شعبها المسلم" مشيرة إلى أن المسلمين فى مصر يمثلون 90 بالمائة من السكان، بينما يمثل المسيحيون عشرة فى المائة، أما فى أندونيسيا يمثل المسلمون 86 بالمائة ويمثل المسيحيون تسعة بالمائة، أما البقية فمن الهندوس وديانات أخرى.
ورصدت "رويترز" عددا من الإحصائيات فى الخطابين بينها أن أوباما استخدم المصطلحات الدينية بشكل متكرر فى خطاب القاهرة، حيث ذكر كلمة مسلم أو مسلمين 46 مرة وكلمة إسلام وإسلامى 23 مرة وديانة 17 مرة، فى حين كانت أغلب الإشارات فى خطاب جاكرتا إلى الدولة حيث ذكر كلمة أندونيسيا أو أندونيسى 69 مرة واستخدم المفاهيم السياسية مثل الديمقراطية والتقدم والتنمية والحرية بشكل أكبر من التعبيرات الدينية.
وفى القاهرة كانت أكثر كلمة استخدمها هى (الشعب) حيث ذكرها 45 مرة متقدمة على كلمة (العالم) بكثير التى جاءت فى المركز الثانى وذكرها 29 مرة ثم (مسلمون) التى ذكرها 27 مرة، وفى جاكرتا تصدرت (اندونيسيا) القائمة وذكرها 49 مرة يليها (الشعب) وذكرها 20 مرة ثم (العالم) فى المركز الثالث وذكرها 14 مرة.
وأكد الرئيس الأمريكى معرفته بالإسلام فى القاهرة، مشيرا إلى أنه كان يسمع صوت الأذان فى جاكرتا وله أقارب مسلمون فى كينيا وعمل مع مسلمين فى شيكاجو.وأشاد بالانجازات العظيمة للحضارة الإسلامية فيما مضى وتعهد بمكافحة أى أفكار مسبقة سلبية عن هذا الدين ودافع عن حق النساء المسلمات فى ارتداء الحجاب.
وفى حين احتوى خطابه فى اندونيسيا على إشارة تنم عن حنين للماضي، حين ذكر سماعه صوت الأذان فى جاكرتا فان تركيز أوباما على الدين كان من منطلق الاهتمام بالتسامح الديني. وتطرق فى عجالة إلى مشاكل الشرق الأوسط ليقول انه يجب بذل مزيد من الجهد هناك.
وفى جاكرتا لم يرد ذكر القرآن الذى كان يستقبل ذكره بالتصفيق فى كل مرة يشير إليه أوباما فى خطاب القاهرة، كما غابت الإشارة إلى اسمه الأوسط المسلم وهو حسين عن خطاب يوم الأربعاء، وقد قوبلت هذه الإشارة بالتصفيق فى القاهرة.
وقال الرئيس الأمريكى فى الخطابين إنه مسيحى وهى حقيقة يشكك فيها 18 بالمائة من الأمريكيين، قالوا فى استطلاع للرأى مؤخرا إنهم يعتقدون أنه مسلم.
وتناولت "رويترز" القضايا الرئيسية التى تطرق لها أوباما فى خطاب القاهرة وهى التشدد المتسم بالعنف والصراع الإسرائيلى الفلسطينى والأسلحة النووية والديمقراطية والحرية الدينية وحقوق المرأة والتنمية.
أما فى جاكرتا تحدث عن "ثلاث مجالات مرتبطة ارتباطا وثيقا وأساسية لتقدم الإنسان هى التنمية والديمقراطية والدين".