اكتُشف خلال تفتيش روتيني.. واليونان تعترض آخر موجهاً لـ "ساركوزي"الطرود المفخخة تصل إلى مكتب "ميركل".. وحالة من الذعر تعم العواصم الغربيةمحققون من الشرطة اليونانية في محيط السفارة السويسرية في اثينا - اف ب
أكد مكتب المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لشبكة CNN أنه خلال عملية تدقيق روتينية لصندوق البريد أمس جرى العثور على طرد يبدو كأن فيه "مواد مشبوهة"، في تطور يعقب حالة الذعر التي تعمّ الكثير من العواصم الغربية من جراء موجة الطرود المفخخة التي جرى رصد بعض منها وهي في طريقها من اليمن للولايات المتحدة.
وبحسب مكتب ميركل فقد جرى تسليم الطرد إلى الشرطة الألمانية التي تقوم حالياً بإخضاعه لفحوصات متنوعة، غير أنها لم تتمكن من تحديد طبيعته بعد، علماً بأن الحادث لم يسفر عن ضحايا.
وكانت الشرطة اليونانية قد أكدت لـCNN أنها تمكنت من اعتراض طرد مفخخ كان موجهاً للرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وذلك بعد أن انفجرت شحنة أخرى في شركة لنقل البريد؛ ما أدى إلى جرح موظفة كانت في الموقع.
وجرى توقيف اثنين من المشتبه بهم في هذه القضية الاثنين الماضي وفي حوزتهما طرود أخرى موجهة إلى سفارات غربية، وأكدت الشرطة عدم وجود صلات للمشتبه بهما مع تنظيم القاعدة، رغم تزامن العملية مع قضية الطرود المفخخة التي كانت مرسلة من اليمن إلى الولايات المتحدة عبر دبي وبريطانيا.
وقالت الشرطة إن أحد المشتبه بهما كان يضع شعراً مستعاراً، أما الآخر فاتضح أنه كان يرتدي سترة واقية من الرصاص تحت ملابسه، كما كان بحوزة كل منهما مسدس من طراز "غلوك" عيار تسعة ملليمترات.
وبحسب المعلومات المتوافرة فقد قامت أجهزة الأمن اليونانية بتفجير الطرود المفخخة في مكان معزول.
أما المعلومات المتوافرة حول المشتبه بهما فتشير إلى أنهما في مطلع العقد الثاني من العمر، وهما من حملة الجنسية اليونانية، وتشير صحيفة سوابق أحدهما إلى أنه عنصر في منظمة يسارية متطرفة ومسلحة.
وكان ما يسمي بتنظيم القاعدة قد هدد فرنسا قبل أيام، وحذرها من مغبة إبقاء قواتها في أفغانستان، وعاقبة "اضطهاد المسلمين" على أراضيها.
وجاء في التسجيل الذي بثته القاعدة ولم تتمكن CNN من التأكد من صحته: "إن كنتم قد تعسفتم ورأيتم أن من حقكم منع الحرائر من وضع الحجاب أليس من حقنا أن نخرج رجالكم الغزاة بضرب الرقاب؟".
ودفع هذا الأمر الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى الرد بعنف الجمعة الماضية قائلاً إنَّ حكومته "لن تخضع للرسائل التهديدية"، وذلك في كلمة ألقاها خلال قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل.
وقال ساركوزي إن باريس "ترفض أن يملي أحد عليها سياستها، وخصوصا الإرهابيين"، ورفض انتقادات ابن لادن لفرنسا بسبب قانون حظر النقاب، قائلاً إن المشروع "أُقرّ بالتصويت في البرلمان"، واعتبر أنه يعكس خيار فرنسا.
اتهم طيارو "يونايتد بارسل سيرفس - يو بي إس" UPS شركتهم المختصة في الشحن الجوي بالإخفاق في حمايتهم من الأعمال الإرهابية، على ضوء اكتشاف طرد ناسف أُرسل عبر الشركة في اليمن إلى كنيس يهودي في شيكاغو جرى ضبطه في إنجلترا.
وقال برايان غودت، الناطق باسم "رابطة الطيارين المستقلين"، وهي النقابة العمالية لطياري UPS لـCNN، الاثنين: "طواقمنا تستحق قدراً معقولاً من السلامة، ونحن نعتقد أن المعايير الحالية في فحص الشحنات الجوية غير كافية".
ومنذ الأول من أغسطس الماضي نص قانون اتحادي على فحص جميع البضائع على متن الطائرات التجارية، غير أن رحلات الشحن الجوي لا يشملها هذا القرار.
وأعلن النائب الديمقراطي في مجلس النواب الأمريكي إدوارد ماركي أنه سيطرح طلباً لسن قانون يطالب بفحص شامل للطرود والبضائع على طائرات الشحن الجوي.
وأوضح ماركي قائلاً: "طائرات الشحن الجوي أكثر عرضة لاستغلالها من قِبل تنظيم القاعدة عن طائرات الركاب".
وتأتي التطورات إثر اكتشاف "طرد ناسف" على شكل "حبر" لطابعة إلكترونية خبئت متفجرات من فئة "بيتن" بداخله، وجرى شحنه من مكتب "UPS" باليمن إلى الولايات المتحدة، إلا أن السلطات البريطانية اعترضته بناء على معلومة استخباراتية سعودية.
ومن جانبها نفت شركة الشحن الجوي الأمريكية بشدة مزاعم تعريض موظفيها للخطر.
وقالت الناطقة باسم الشركة أليزابيث راسبري: "لدينا نهج متعدد الجوانب؛ فلدينا عمليات وإجراءات لضمان سلامة الشحنات وعاملينا".
إلا أن راسبري لم تقدم تفصيلاً بشأن التدابير الأمنية المتبعة لضمان أمن وسلامة طواقم طائرات الشحن.
وبدورها أكدت رابطة طيران الشحن سلامة الإجراءات المتبعة في فحص البضائع.
وشدد رئيس الجمعية ستيفن الترمان على أن المخابرات الجيدة هي الحل، مضيفاً: "وفي هذه القضية نجحت الاستخبارات".
وذكّر بأن السلطات الأمنية في إمارة دبي اعترضت طرداً مفخخاً آخر، وقالت إن أسلوب بناء المتفجرات بداخله يحمل بصمة تنظيم القاعدة.