قال إن المدارس يجب أن تكسب الأبناء أدوات المعرفة والتأمل والمبادرة والتفكيرِ الناقدوزير التربية والتعليم للمعلمين والمعلمات: راعوا الله في أمانتهأكد صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، وزير التربية والتعليم، بمناسبة بدء العام الدراسي 1431/ 1432هـ أن وزارته تعمل جاهدة لتحقيق نقلة نوعية في التربية والتعليم من خلال الدور المحوري والاستراتيجي لمشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام، وشركة تطوير التعليم القابضة، وتقليل المركزية، ومنح إدارات التربية والتعليم مزيداً من الصلاحيات، والتوسع في صلاحيات المدارس، وإيجاد بيئة تقويمية وتنظيمية مستقلة عن الوزارة، إضافة إلى العمل على استكمال بعض مشروعات الوزارة في مجال المناهج والمقررات الدراسية.
مشيراً إلى أنه سيتم هذا العام ـ بتوفيق الله ـ التوسع في تطبيق مشروع الرياضيات والعلوم الطبيعية، ومشروع نظام المقررات في التعليم الثانوي المطور، والبدء في تعميم تطبيق المشروع الشامل للمناهج.
جاء ذلك في كلمة لسموه أمس ، مضيفاً أن الوزارة تعمل على استكمال البنية التحتية لمدارس التعليم العام، كمشروع إحلال المدارس الحكومية مكان المدارس المستأجرة، والعمل على إيجاد مدارس حكومية تتكامل فيها الخدمات التعليمية والتربوية وفق رؤية تلبي الاحتياجات، وتحسن مستوى المباني القائمة وترتقي بتجهيزاتها وتقنياتها لتواكب المستجدات. لافتاً إلى تنفيذ الوزارة مبادرة شاملة لتقنية المعلومات والتعاملات الإلكترونية.
وأشار سموه إلى أن نصف مليون معلم ومعلمة في مدارس المملكة سيستقبلون اليوم السبت ما يزيد على خمسة ملايين طالب وطالبة في مراحل التعليم العام كافة، مادين أيديهم لهم؛ لينهلوا من معين العلوم، وينافسوا في ميادين المعرفة.
وأكد سموه أن التوجهات المستقبلية للتعليم ترتكز على عقيدتنا الراسخة، وتنمية روح الولاء لله، ثم للمليك – حفظه الله - والوطن المعطاء، مع جعل التعليم أداة فاعلة في مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وذلك في سبيل جعل الإنسان قوة منتجة قادرة على تحقيق التطلعات والتوقعات. مؤكداً السعي للعمل على نقل التعليم من تحصيل المعرفة لأهداف آنية إلى غرس حب العلم والتعلم؛ لكي يتمكن الطلاب والطالبات من الوصول إلى المعرفة وإنتاجها بأنفسهم، مع العمل على بناء شخصياتهم، وغرس القيم الإسلامية، وتعزيز روح الانفتاح الواعي لديهم، والإيمان بقيم العمل والإنتاج، وإشاعة مبدأ الحوار وروح التسامح، والتعامل الراقي والرشيد مع التقنية وتطبيقاتها.
وأوضح أن الوزارة تسعى من خلال التوجهات المستقبلية إلى أن تكون مدارسنا أكثر قدرة على تنمية مهارات الأبناء وإكسابهم أدوات المعرفة، والتأمل، والإبداع، وحب الاستطلاع، والمبادرة، والتفكير الناقد، إلى جانب كونها أكثر قدرة على تدريب العقول واستنفار قدراتها، وتحفيز الإرادة، وصقل الضمير، وتوجيه الطاقات، مع حث الطلاب والطالبات على التخطيط والعمل الجماعي، والتفاعل الإيجابي مع المتغيرات المتسارعة في عالم اليوم.
وقال سموه: "قيادتنا الرشيدة – حفظها الله - تدرك أن تقدم المجتمعات ورفاهيتها يأتي من تقدم نظم التعليم فيها، ومدى قدرة المسؤولين على المراجعة الدائمة لها تطويراً وتجويداً، واستشرافهم لآفاق المستقبل التي تقود إلى التقدم والازدهار، وتنأى عن الركود الذي يتدنى معه البناء المعرفي للأفراد فيصبحوا عاجزين عن مسايرة متطلبات وتحديات ومعطيات عصر المعرفة والعولمة".
وأضاف "ولهذا خصصت الدولة في ميزانيتها نصيب الأسد للتعليم؛ لتُحمِّلنا جميعاً، سواء في الوزارة أو في الميدان التربوي، مسؤولية كبيرة لتحقيق رؤى القيادة للاستثمار في الإنسان وبناء المجتمع المعرفي، وهذا يتطلب منا جميعاً بوصفنا مسؤولين وتربويين وأولياء أمور ومهتمين من أصحاب الرأي أن نتكاتف جميعاً لتحقيق الآمال العريضة للوطن وللأمة، وتجسيد روح الشراكة مع المجتمع، مؤكدين أن وزارة التربية والتعليم ترحب بكل رأي سديد أو مقترح بنّاء".
كما توجه سموه إلى أبنائه وبناته الطلاب والطالبات قائلاً: "أنتم مستقبل وطننا وأمله، وما نقدمه هو حق لكم علينا؛ فحققوا آمال الأمة وآمال ولاة الأمر الذين لم يبخلوا على التعليم من أجلكم، وأقروا أعين آبائكم وأمهاتكم، وثقوا بأن معلميكم ومعلماتكم حريصون على ما ينفعكم، فانظروا إلى مستقبلكم، وأحسنوا لأنفسكم، فليس هناك طريق للنجاح غير التعليم، وثقوا بأن قاعات الدراسة تولد المعرفة، وتعزز الموهبة، وتحدد معالم المستقبل؛ فثابروا على التحصيل، وفاخروا بأنفسكم بين زملائكم وأسركم ومجتمعكم؛ لتكونوا - بعون الله - مفخرة لوطنكم بعلمكم؛ فأنتم مستقبلنا".
كما خاطب إخوانه المعلمين وأخواته المعلمات قائلاً: "أنتم الشريك الرئيس؛ فبكم تترجم خطط وبرامج وزارتكم إلى واقع طموح، وبكم تنفتح بوابات العلم والمعرفة لأجيال وطنكم؛ لذا فإن أمانتكم كبيرة، وهي اصطفاء من الله تعالى لكم، فكما تعلمون ليس هناك رسالة أعظم من رسالة التعليم؛ فراعوا الله في أنفسكم وفيمن ائتمنكم الله عليهم من أبنائكم، وكونوا قدوة صالحة لطلابكم، وثقوا بأن حسن صنيعكم يُترجم فيما يكتسبه طلابكم وطالباتكم من سلوك ومعارف وعلوم ومهارات.
ؤكدين أننا لن ندخر وسعاً أمام دعم دوركم والإسهام في تحقيق رسالتكم بكل ما نستطيع سواء من خلال وزارة التربية والتعليم أو الجهات المعنية الأخرى".
وخاطب سموه آباء وأمهات الطلاب والطالبات، وقال: "أنتم عنصر مهم من عناصر منظومة التعليم في المجتمع، ورافد قوي لجهود القائمين على التعليم. وبهذه المناسبة أدعوكم إلى المشاركة الفعّالة معنا في تحقيق رسالة التعليم من خلال المتابعة المستمرة لأبنائكم، وتوجيههم، وتحفيزهم، والتواصل المستمر مع مدارسهم، إضافة إلى المشاركة في الرأي والتقويم".
\