تتوقع شركة ياهو إلى بدء عملياتها التجارية في السوق السعودية خلال النصف الثاني من العام الجاري بعد أن اقتربت من الحصول على الترخيص لفتح فرع لها في المملكة.
وتعد شركة ياهو (Yahoo) ثاني أكبر محرك بحث على الإنترنت بعد شركة جوجل (Google).
وتوقع المدير العام لشركة ياهو في الشرق الأوسط أحمد ناصيف حصول الشركة على الترخيص خلال الستة الأشهر القادمة لافتتاح مكتب للمبيعات وللأنشطة التحريرية في المملكة التي تعد أكبر أسواق المنطقة الإعلامية.
وأكد ناصيف الذي يدير أيضاً موقع مكتوب الذي اشترته ياهو في أغسطس/آب 2009 بنحو 164 مليون دولار بعد أن بلغ عدد مشتركيه نحو 18 مليون مشترك حتى العام 2009، أن الترخيص سيساعد الشركة في عملية التوظيف وإصدار التأشيرات، ويتيح لها الدخول مباشرة إلى السوق بدلاً من إدارة أعمالها مع عملائها من خلال طرف ثالث.
وتهدف شركة ياهو لزيادة انتشارها في الأسواق العربية من خلال تطوير المحتوى العربي للاستفادة من النمو الذي يشهده سوق الإعلانات على الإنترنت في المنطقة العربية، والذي نما من 65 مليون دولار في العام 2008 إلى 90 مليون دولار في العام 2009 بحسب دراسة لشركة "بوز آند كومبني" الاستشارية.
ومن المتوقع أن يشهد محتوى الإنترنت باللغة العربية نمواً كبيراً خلال السنوات المقبلة، بحسب ما أوضحه المدير العام لياهو مكتوب في المنطقة، إذ يوجد أكثر من 320 مليون شخص يتحدثون اللغة العربية حول العالم، فضلاً عن ارتفاع عدد مستخدمي الإنترنت في الشرق الأوسط.
وبهذه الخطوة، تسبق شركة ياهو في الدخول إلى السوق السعودية بصورة رسمية قبل منافسها التقليدي شركة جوجل، والتي تواجد رئيسها التنفيذي "إيريك شميدت" هذا الشهر في المملكة للبحث حول كيفية تطوير المحتوى العربي على الإنترنت والترجمة الفورية له.
ولا يوجد لجوجل تواجد رسمي في المملكة، ولكنها تعمل من خلال بعض المستشارين، بحسب تصريحات إعلامية سابقة للشركة.
وعلى الرغم من أن اللغة العربية، تعد حالياً الأسرع نمواً وانتشاراً عبر الإنترنت، حيث ارتفعت أعداد مستخدمي الإنترنت من المتحدثين بالعربية بنسبة كبيرة بلغت 2064 بالمائة خلال الفترة من العام 2000 ولغاية العام 2008 ،وفقاً لما ورد في "تقرير المعرفة العربي"، إلا أن المحتوى المتوافر باللغة العربية لا يتجاوز نسبته حالياً 1 بالمائة من إجمالي محتوى الإنترنت.
وأوضح فؤاد الفرحان، وهو صاحب مبادرات تقنية في قطاع الإنترنت: أن دخول ياهو للسوق العربية عبر استحواذها على مكتوب كانت الشرارة الأولى التي أعطت المهتمين والعاملين في مجال قطاع الإنترنت بشكل عام بريق أمل في أن يبدأ بالخروج بمشاريع إنترنت حقيقية ذات عوائد استثمارية مجزية.
وقال الفرحان أحد المتخصصين السعوديين في مبادرات الإنترنت والذي يعمل في إحدى شركات التقنية، إن "دخول ياهو للسعودية كان مسألة وقت لأن المملكة تستحوذ على نصف سوق الإعلانات والقوة الشرائية هنا أكثر بكثير من دول المنطقة الأخرى".
وأفاد الفرحان بأنه يوجد في المملكة كفاءات حقيقية ولكن ينقصها الثقة في أن سوق الإنترنت السعودية ستصبح شيئا حقيقيا يوماً ما ومع وصول ياهو الآن، يجب أن ينتهي النقاش حول هذا الجانب، بحسب تعبيره.
وقال الفرحان، إن دخول ياهو إلى المملكة يعني ثلاثة أشياء، الأول هو سعودة أكثر للمحتوى والخدمات، وهو ما يمكنها عمله وبالتالي الحصول على ولاء حقيقي لنسبة لا يستهان بها من المستخدمين السعوديين مستبقين بذلك خطط منافسي ياهو التوسعية في المملكة.
وأضاف الفرحان بأن الأمر الثاني هو إعطاء جرعة لا بأس بها من الثقة للمبادرين السعوديين في مجال الإنترنت والدفع لأجل ظهور صناعة حقيقية لمشاريع الإنترنت والمبادرات الشبابية.
وأما الأمر الثالث فهو إعطاء جرعة لا بأس بها من الثقة للمستثمرين السعوديين وبيوت الاستثمار في المنطقة لأن يبدؤوا بالنظر بشكل جدي وحقيقي للاستثمار في مشاريع الريادة والمبادرات في السعودية بما أن ياهو بثقلها وصلت إلى المملكة.
وتوقع الفرحان أن تركز ياهو على مشاريع الإنترنت المتخصصة في الجانب الترفيهي والشبابي لكسب أكبر شريحة ممكنة من مستخدمي الإنترنت في السعودية.
وقال الفرحان، "لن أستغرب لو أقدمت ياهو على الاستحواذ على مواقع ترفيهية ريادية مثل موقع لعبة البلوت الشهير (كملنا) ومواقع أخرى مشابهة".
وتشهد البنية التحتية للإنترنت في المملكة تطوراً ملحوظاً ساهم في زيادة عدد مستخدميه وبنسبة انتشار للإنترنت بنحو 38.3 بالمائة بين السكان.
وأفادت بيانات صادرة الأسبوع الجاري بأن عدد المشتركين في الإنترنت بالمملكة العربية السعودية ارتفع إلى 9.8 ملايين مستخدم بنهاية العام 2009، مقارنة بمليون مشترك في العام 2001 بمعدل نمو سنوي يقدر بنحو 33 بالمائة.