أعجبتني المقالة
أمل زاهد
أين فتاوى الشيخ البراك عن الفساد ؟!
أتساءل لماذا لم نسمع لفضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك بعد الذي حدث في جدة فتوى تدين الفساد الذي راح ضحيته عدد وقدره من الأنفس البريئة، وكشف عن جرائم هدر وسرقة المال العام في إحدى أكبر مدن المملكة؟! لماذا لم يصدع فضيلة الشيخ عبدالرحمن البراك بفتوى تجرم أيدي الفساد الآثمة التي قتلت الأطفال وشردت العوائل ورملت النساء ويتمت الأطفال؟ لماذا لم يبين للناس عاقبة الإفساد في الأرض وتملك الأراضي بغير وجه حق وانتزاع التصاريح والرخص قسرا أو شراءً للذمم؟ أتساءل لماذا لم نسمع لفضيلته رأيا يشرح فيه ماهية الفساد وكيفية تغلغله في بنية المجتمع وتقبل الناس له دون كبير استهجان؟ لماذا لم نسمع للشيخ رأيا في قضية الفساد المالي والإداري التي انطلقت بأخبارها الركبان، وقشع المطر عنها ورق التوت لتظهر بشاعتها ومدى استفحالها في هيكلة مدننا وبناها التحتية بل وكافة مناحي حياتنا؟ لماذا لم يصدر فضيلة الشيخ فتوى تجرم من (استباح) المال العام، ولم ير بأسا في سرقة مقدرات الوطن وحقوق العباد، ثم تسببت أياديه المتجنية الخفية في إزهاق أرواحهم؟
أتساءل أيضا لماذا لم نسمع أيضا من فضيلته فتوى بخصوص قضية خطيرة كاستحلال سرقة براميل النفط ومد الأنابيب لشفط مقدرات الوطن على مدى أحد عشر عاما والتي اكتشف حدوثها أخيرا في ينبع؟! لماذا لم نسمع منه فتاوى تجرم (استحلال) الرشوة واستغلال المناصب والواسطة والمحسوبية وعدم تكافؤ الفرص وتعتبرها إفسادا في الأرض، كونها تسرق الفرص من أيدي الأكفاء المنتجين من مواطني هذا البلد وتعطيها لمن لا يستحقها من المتسلقين والمنتفعين؟! لماذا أيضا لم نسمع له رأيا بخصوص الفقر المدقع في المملكة، وكيف وصل به الحال للاستشراء والتفشي في بلد أنعم الله عليه بالكثير من الخيرات؟ مع أن الفقر كارثة الكوارث والتي من الممكن أن تحضر بصحبتها كافة أنواع الشرور والأوصاب المهددة لأمن المجتمع وسلامته والمسببة لكافة أنواع الفساد! إلى كثير من القضايا المهمة الأخرى التي تنخر في بنية مجتمعنا، بينما يقف منها الخطاب الديني موقف المتفرج مركزا على قضايا أخرى جانبية !
دخلت إلى موقع الشيخ وحاولت البحث عن فتاوى تتعلق بالفساد وإهدار المال العام فلم أجد، ولكني وجدت الكثير من الفتاوى المتعلقة بالشكلانيات والتفاصيل - كما اعتدنا - من معظم رموز تيارنا الديني، فيما تظل القيم الجوهرية للدين كالعدالة الاجتماعية والمساواة بين الناس وفقه التعاملات بعيدة عن الطرق والتكريس والتعزيز! كما وجدت فتوى ردة وتكفير من استباح الاختلاط ثم هدر دمه متصدرة للموقع، مشاعة لكافة زائريه على اختلاف وعيهم ودرجة إدراكهم!
القضية يا سادة يا كرام ليست في رأي لشيخ جليل فاضل يجب أن نحترمه ولا يحق مطلقا مصادرته أو إقصاؤه، ولكن القضية قضية (فتوى) أي حديث عن رب العزة والجلال، تنزع عمن استباح الاختلاط رداء الإسلام وتكفره وتبيح دمه، ليدخل تحت هذا التصنيف آلاف الملايين من المسلمين في أصقاع الأرض.. ثم نعجب بعد هذا كيف ولماذا يتهمنا الغرب بشتى الاتهامات !
جريدة الوطن السعودية