عكاظ تمنع نشر مقال بدر بن سعود "أعيدو الإعتبار للحمار"

عكاظ تمنع نشر مقال بدر بن سعود "أعيدو الإعتبار للحمار"

منعت صحيفة عكاظ أمس نشر مقال للكاتب بدر بن سعود، وقال صاحب المقال على حسابة في تويتر ما نصه "عذرا مقال اليوم حجب بأمر الرقيب وتنفيذا لتوجيهات عليا".
ويتناول الكاتب في المقال، قضية الخطوط السعودية وفضيحة لحوم الحمير، وقبل ذلك يتطرق الى فوائد حليب الحمير مستندا الى دراسات طبية، ثم يعرج على حاجة الخطوط السعودية الى نصيحة من مشائخ التوب فايف في هذا الخصوص، مؤكدا أن هذا التصنيف لم يأت به من عنده وكان وفق استطلاع لصحيفة شمس.
وبدا أن المقال خال من المحاذير المتعارف عليها، ولا يوجد أي مبرر لعدم نشره في صحيفة عكاظ أو غيرها، خصوصا أن الكاتب أستند على رأيه الشخصي في مسألة لحوم الحمير وحليبها، ولم يتبنى أي رأي مخالف أو غير سائد.
وإذا كانت المسألة تخص الخطوط السعودية، فكاتب المقال كان لطيفا في عرضه للقضية، ولم يورد ما يدين المؤسسة أو يسئ إلى سمعتها بقدر ما فعل ويفعل منسوبيها.
نص المقال:
نشرت جريدة"ديلي ميل" البريطانية في يوم الجمعة 27 مايو 2011 ان حليب الحمير مفيد لرشاقة الجسم وصحة القلب مقارنة بحليب الابقار، وانه يحتوى على نسب عالية من "الاوميغا 3" و الكالسيوم. الجريدة لم تكتف بهذا وانما ذكرت ان "هيبوقراط" او ابو الطب كما يسمونه، استخدمه في سنة 460 قبل الميلاد.
ونصح به كعلاج لاشياء كثيرة تراوحت بين قرص الافاعي ونزيف الأنف. ثم استعانت بالتــــــاريخ وقالت ان بوبيا سابينا الزوجة الثانية للامبراطور الرومــاني نيرو، كانت تغسل وجههـا بحليب الحمير سبعة مـــــرات في اليـوم الواحد. واكملت النـــاقص بالملكة الفرعونية كليوباترا، وانها استفادت من خدمات سبعمائة حمارة لتعبئة حمامها يوميا، او مثلما تقول الاسطورة.
يحضرني محليا ان بعض محال "الشاورما" في التسعينات الميلادية استثمرت في لحم الحمير، و باعت "شاورما الحمار" باسعار منافسة وخلطة لا تقاوم طبقا لشهادة من جرب في تلك الايام ، و كان ان حققت ارباحا واقبالا مرتفعا نسبيا قبل ان تكشف ويغرم من تورط في بيعها.
طبعا كل فعل اجتماعي يتطور او يتغير من مرحلة لاخرى، و تقييم التطور او التغير، سلبا او ايجابا، يختلف باختلاف الاشخاص وخطهم الفكري والاجتماعي، وهو ما حدث تماما مع لحم الحمار.
فقد انتقلت التجربة من التطبيق على ارض الواقع الى التطبيق في سماء الواقع، وخرج مسؤول كبير في تمـــــوين الخطــــوط السعودية، على شاشة "روتانا خليجية" وفـــي برنــــامج "ياهـــلا" المعروف، الذي يقدمه الاعلامي على العلياني، ليصرح بان الخطوط تقدم لحم حمير للمسافرين في رحلاتها.

بعدها قامت قيامة العلاقـــــات العامــــة، وكذب مديرهـــــا عبدالله الأجهر كلام الرجــــل في خبر نشرته جريدة اليوم السعودية يوم الخميس 9 يونيو 2011.
الأجهر لم يتوقف عند التكذيب، وزاد عليه بان الشخص صاحب التصريح فبرك التهمة، و انه مفصول من عمله و يحاول تصفيه حساباته بهذه الطـــريقة، ولم يبقى الا التأكد من الهيئة العامة للغذاء والدواء، وبحث خلفيات وملابسات تحذيرها للخطوط السعودية من استيراد اللحوم والبيض المحدد بدولة مغاربية ، ان وجد، مع عدم التزام الخطوط بالتحذير، والامر لا يستحق وبسيط والمســــــألة اخذت اكبر من حجمها، لان هناك رخطة دينية بأكل الحمار الوحشي، و لعل المشكلة في حرمة الحمير غير الوحشية.
وثبوت تهمة من هذا النوع قد يوقع الخطوط في حرج ديني. والاحتمال وارد بانها قد تحتاج الى نصيحة من مشايخ الـ "توب فايف" او رجال الدين الاكثر حضورا وجماهيرية على الانترنت، وهم بالترتيب حسب قراءة جريدة "شمس" المنشورة يوم الجمعة 10 يونيو 2011: ناصرالعمر وسلمان العودة ومحمد العريفي ويوسف الأحمد وعائض القرني، و الاخير، على ذمة الجريدة، كان في المركز الثالث وتراجع الى الخامس، و فسرت "شمس" ان من اسباب التراجع تعاونه مع فنان العرب محمد عبده، شفاه الله، والارقام المذكورة في الخبر مليونية وفيها مؤشر على حجم الجمهور الديني المرابط في ثغور الانترنت، وقضية الخطوط السعودية بدأت من مقطع نشر وانتشر في الفضاء الالكتروني، والحل غير مؤثر مالم يلجأ لنفس الوسيلة ويسخر ادوات الهجوم في الدفاع.

من حيث المبدأ وبالمقارنة النظرية، وتكريسا لحق النضـــــال المكتبي المشروع، لا ارى فرقا بين حليب الحمير ولحومها، وربما وجد المسؤلون عن التموين في الخطوط السعودية ان القيمة الغـــذائية لها عالية، وانها خفيفة على المعدة وافضل من غيرها، خصوصا على الرحلات الطويلة خارج الحدود.
فالأكل الدسم فيهـــا متعب وغير صحـــي ابـــدا والحمير ليست مشحمة. واستغرب ان يأتي الاستهجان ممن يأكل "الجراد"، و "الضب" الاقرب لـ" الحرباء" في شكله، و " الجربوع" وهو في اعتقادي من فصيلة الفئران او له علاقة نسب بها. ولماذا التمييز ضد الحمار وكأنه ليس من مخلوقات الله. فالحمار رغم انه رفيق الانبياء في اسفارهم، لم يسلم من الاستهزاء به و تحقيره ووصفه بالغباء وادراج اسمه في باب الشتائم.

فعلا الامر عجيب ولمن لا يعرف، الناس في آسيا يأكلون الكلاب والحشرات والضفادع، وبعض العرب يأكل لحم الخيول والنعام، ولا احد يتكلم، والمفروض ان نعيد للحمار اعتباره واقل القليل الا يسمح بأكله لكل من هب ودب، والا يقدم الا لركاب الدرجة الاولى او درجة رجال الاعمال، حتى تتحقق المساواة بين حليب الحمير ووظائفه القديمة ولحم الحمير ووظائفه الجديدة، واقترح تكوين فريق مختص لدراسة فوائد ومضــار لحم الحمير، ولا استبعد ان ينتهي الفريق الى نتائج مبشرة ومفرحة تنتصر للحمار ممن ظلمه واخطأ في حقه.

المؤلم ان الخطوط لن تقرأ المقالة المنافحة عنها، لان هذه الجـــــريدة ممنوعة من التداول في طائراتها ومكاتبها، ودوافع المنع سوء فهم من الخطوط، فـ"عكاظ" نشرت يوم السبت 2 يونيو 2011 ان قيمة نثرياتها او المصروفات الخاصة بالمسؤولين والانتدبات او يسمى بـ" البند الخاص" في القطاع الحكومي، لم تتجاوز في حسابها الختامي مبلغ خمسة مليارات ريال، وان جهات رقابية تفحص الملفات للتثبت من سلامة الصرف، ولم تتهمها بشيء اطلاقا، وآمل ان يقدر من يقرأ بان الخطوط تهتم براحة المسافرين والدليل مواعيدها المضبوطة وخدماتها المتفوقة، وانها أول خطوط طيران في العالم تقدم لحم الحمير على رحلاتها...!

» كاتب عكاظ الطريقي في مقال مثير للجدل
» الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز ال سعود تستنكر مطاردة رجال الحسبة
» تغيير اسم "مجمع الملك سعود الطبي" بالرياض إلى "مدينة الملك سعود الطبية"
» الكلباني: مقال "السلفيون الستاليون" لا يعني خروجي من السلفية
» مقال عن التحرش بمذيعات (الجزيرة) يهدد (الأهرام) بأزمة عنيفة