لماذا يحميه الجيـش!

لماذا يحميه الجيـش!

لماذا يحميه الجيـش! 6-72145

قد يكون مفهوما ألا يقوم الجيش بفض المظاهرات بالقوة، فالأمر قد يؤدي إلى كارثة وقد يسبب شرخاً في العلاقة بين الجيش والشعب للأبد، ولكن البعض لا يريدون من الجيش عدم التعرض للمظاهرات فحسب، بل يريدون منه إجبار مبارك على الاستقالة، وتعمل قوى عديدة أهمها وزارة الدفاع الأمريكية على الضغط على الجيش المصري للتخلي عن مبارك، ولكن هذا الأمر قد يكون شديد الصعوبة للأسباب الآتية:
1ـ ما زال الرئيس المصري هو القائد الأعلى للقوات المسلحة ولا يمكن على الإطلاق في القوانين العسكرية أن يجبر المرؤوس قائده على فعل أمر أو الانقلاب عليه إلا إذا وقع هذا القائد في تهمة الخيانة العظمى وهو ما لم يحدث في حالة الرئيس مبارك.
2ـ يعدّ الرئيس مبارك رمزاً من رموز العسكرية المصرية وأحد كبار قادة القوات المسلحة في حرب أكتوبر ويحمل له العسكريون ولاءاً كبيراً لما ساهم به في تحقيق هذا النصر العظيم.
3ـ كان رهان مبارك الدائم على القوات المسلحة وقدم لأفرادها الكثير من الدعم المادي والمعنوي ولم يهمل شئونها على الإطلاق منذ كان نائباً للرئيس السادات وحتى اليوم.
4ـ الرئيس مبارك لم يتوان عن الاستجابة إلى طلبات المتظاهرين وقدم العديد من الإصلاحات واتخذ عدداً من القرارات التي أثلجت صدور الكثيرين من الشعب المصري.

5ـ مهما كان عدد المتظاهرين فهم لا يمكن أن يعبروا عن جموع الشعب المصري الذي يتجاوز عدد سكانه 85 مليون نسمة بينما لم يتجاوز عدد المتظاهرين في أحسن الأحوال 2 مليون شخص.
6ـ على الجانب الآخر ظهر عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين لمبارك والرافضين لتنحيه بهذه الصورة التي يراها الكثيرون مهينة، مما يؤكد أن هناك من الشعب المصري من يرفضون طلبات المتظاهرين.
7ـ الرئيس المصري أعلن صراحة أنه لن يقوم بترشيح نفسه لفترة رئاسية قادمة، وكان من المفترض أن يكون هذا كافياً لطمأنة المتظاهرين ولكن ذلك لم يكن.
8ـ الاستجابة لفكرة إسقاط الرئيس من ميدان التحرير تطيح بمبدأ الدولة من الأساس، فقد يقوم البعض بعد إسقاط الرئيس بعمل مظاهرات أخرى تطالب بإسقاط النائب ويستمر الأمر بهذه الطريقة مما يؤدي لتقويض الدولة المصرية.