نور الأحلام °ˆ*¤§(عنكي نشيط وفعال)§¤*ˆ°
عدد الرسائل : 270 العمر : 39 نقاط : -51 تاريخ التسجيل : 30/11/2008
| موضوع: ذكريات من ماضي القطيف 03 الثلاثاء يناير 06, 2009 3:53 am | |
| البطـــــــــــــــــــــــــــــــاقة
كانت الناس تسمي العام بالأحداث التي قد تذكر الناس بها وتنقلها بواسطة هذه التسمية إلى الأجيال لكي يتعرفوا عليها من خلال هذه التسمية التي توحي بأهم حدث كان إلى الناس المعاصرين لها، مثل سنة البطاقة، فسنة البطاقة حدثت عام 1360 هـ بسبب حصار المحيطات والبحار التي توصل بواسطتها وسائل النقل البحرية جميع المواد الغذائية للقطيف من أنحاء العالم والذي كان لا يستطيع أحد أن ينفذ من خلال البحر بشيء أبداً لأن الحرب العالمية الثانية قائمة على قدم وساق، مما أدى الى ندرة المواد الغذائية والإستهلاكية والضرورية وانعدامها تقريباً من الأسواق فما يحتاجه الأنسان لم يجده بأضعاف الأثمان حتى بلغ مثلاً فنجان القهوة فاضياً بخمسة ريالات وقلة التمر الواحدة (وزنها اثنين وثلاثين كيلواً) بأربعين ريالاً بالرغم من قلة الدخل وعدم تنوع مصادره. ولكن متى وجد عند من يملك القلال شيء لا يستطيع ان يتصرف فيه إلا خفية لكي لا يراه أحد من الناس فيبلغ عليه الحكومة التي فرضت على الملاكين بيعه عليها لطرح التمور في الأسواق بالبطاقة لكي يباع على الناس بالرطل حسب أعداد أنفس الأسرة من أجل أن لا يموتون جوعاً في كنفها، إذ الرز والسكر والدقيق وغيرها لم تكن متوفرة في البلاد وإنما الجريش والتمر هما المبسطان في السوق بالبطاقة من قبل الحكومة بأثمان موحدة وأسعار مقبولة وبتقنين البيع لعموم الفائدة وتغطية عجز الأطعمة لكي لا يحرم الفقير ويتمتع الغني مما جعل توزيع المواد الغذائية (خصوصاً حب الجريش والتمر) مقنناً لإعطاء كل حسب اعداد العائلة لا حسب الوجاهة أو وجود المال الذي لا يفيد ذلك الوقت من اقتناه، فالمال عند بعض الناس متوفر ولكن الأطعمة شحيحة جداً، وما يفيده المال الذي لا يحصل به على طعام يومه مما جعل الأستاذ الكوفي يمثل هذه السنوات بالسبع الشداد العجاف التي كانت في عهد عزيز مصر كما ذكرها الله عزَّ وجل في محكم القرآن الكريم | |
|