أسرة "عميد الموسيقى السعودية" يحتفلون بخروجه من المستشفى

احتفلت أسرة الموسيقار السعودي طارق عبد الحكيم (90 عامًا) الشهير بـ"عميد الموسيقى السعودية" بسلامته بعد أن قضى 14 يومًا بمستشفى الملك فيصل التخصصي في العناية المركزة إثر أزمة قلبية هي الثانية.


وقال سلطان طارق عبد الحكيم الابن الأكبر للموسيقار، لموقع قناة الام بي سي إن والده انتهى قُبَيْل وعكته الصحية من توزيع موسيقى سيمفونية "دول مجلس التعاون" على يد الملحِّن أسامة الرحباني في بيروت، وسلَّم النسخة الأولى منها لوزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبد الله آل سعود، فيما يحتفظ ابنه سلطان بالنسخة الوحيدة الثانية؛ لأرشفتها في المتحف الفني للموسيقار بجدة.




وأوضح سلطان أنه كان هناك تأثير إيجابي في أسرة "موسيقار الجزيرة" طارق عبد الحكيم بعد الوقفة غير المُستغرَبة للنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبد العزيز، الذي أمر بنقله إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة ومتابعة حالته الصحية أولاً بأول، والاتصال الهاتفي لأمير منطقة الرياض الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي أجراه من المغرب، بجانب اهتمام وزيارة عددٍ من تلاميذه وأصدقائه؛ على رأسهم الفنان محمد عبده، والملحِّن حسن عبد الله، والملحِّن سامي إحسان، والملحِّن جميل محمود، فيما تلقَّى اتصالات من بعض نجوم دول الخليج وبعض الدول العربية.


وقدَّم "عميد الموسيقيين السعوديين" طارق عبد الحكيم أغانيَ ارتبطت بذاكرة الموسيقى العربية لأكثر من نصف قرن، مثل "يا ريم وادي ثقيف" من كلمات الأمير الشاعر عبد الله الفيصل بن عبد العزيز، و"أبكي على ما جرى لي يا هلي"، و"حبيت ثاني"، و"الوتر ألحان".


وقالت عنه الصحافة المصرية حينما ابتعثه وزير الدفاع في عهد الملك عبد العزيز الأمير منصور بن عبد العزيز للدراسة في معهد موسيقى الجيش المصري والمعهد العالي للموسيقى العربية: "وصل اليوزباشي (الرائد) السعودي طارق عبد الحكيم مبعوثًا من المملكة العربية والسعودية وهو لا يفقه الفرق بين نوتة الجيب ونوتة الموسيقى".


أول موسيقار عربي حصد جائزة اليونسكو
وأسَّس "العميد" بعد عودته من مصر أول معهدٍ لموسيقى الجيش بالرياض، وتخرَّج على يده 12 فرقة موسيقية تعزف على النوتة توزعت بين الحرس الملكي، والحرس الوطني، والجيش.


الموسيقار "العميد" طارق عبد الحكيم استفزَّ الكثير من أساتذة الموسيقى العرب، وعلى رأسهم المصري محمد عبد الوهاب، بعد حصوله على جائزة "اليونسكو للفنون" كأول موسيقار عربي، وسادس موسيقار عالمي يحصل على الجائزة؛ حيث خاطب محمد عبد الوهاب اليونسكو حينها عن كيفية منح هذا الموسيقار الجائزة، فأجابوه بأنه الموسيقار العربي الوحيد الذي جال العالم لنشر الموسيقى العربية.


وألَّف عبد الحكيم 10 سيمفونيات، لكنه لم ينشر إلا "سمفونية الحجيج" عام 1970 والتي سجَّلها في لبنان بواسطة نصري شمس الدين؛ صوَّر فيها رحلة الحاج منذ قدومه إلى جدة وصولاً إلى مكة، إلى جانب "دول مجلس التعاون" قبل أيام.


عبرَّت عن ألحان الموسيقار طارق عبد الحكيم حناجر فنانين من المحيط إلى الخليج، من أمثال كارم محمود ومحمد قنديل، وتغنَّت بها نجمة الشجن نجاة الصغيرة، وفايزة أحمد التي صدحت بأغنية "أسمر عبر".


والموسيقار طارق عبد الحكيم من أشراف الطائف؛ حيث ولد في عام 1920، أنشد طوال مسيرته فيها الكثير من الأغاني والأناشيد الوطنية، وقدَّم خلالها 10 سيمفونيات؛ منها سيمفونيات "الحجيج- 1970"، و"القدس"، و"المدينة المنورة"، ولحن موسيقى السلام الملكي السعودي، وقدَّمها أمام مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز بفرقة موسيقية قام ببنائها بنفسه.