منتديات سفينة الثقافة العامة
أهلاً وسهلاً بك في منتديات سفينة الثقافة...يسعدنا ان تنضم الى اسرتنا..
منتديات سفينة الثقافة العامة
أهلاً وسهلاً بك في منتديات سفينة الثقافة...يسعدنا ان تنضم الى اسرتنا..
منتديات سفينة الثقافة العامة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات سفينة الثقافة العامة

معآآ لـمنتدى أفضل ..
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  
أهلا وسهلا بكم في منتديات.. العنكي.. الثقافيه.. نرحب بالاعضاء جميعآآ منتظرين المشاركات.. وابداء الآراء في الثيم الجديد.. دمتم بكل خير.. ادارة المنتدى..

 

 ذكرى ولادة ذو القرنين 28 جمادى الأول

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو مهدي
°ˆ*¤§(عنكي مدير المنتدى)§¤*ˆ°
°ˆ*¤§(عنكي مدير المنتدى)§¤*ˆ°
أبو مهدي


الأوسمه : ذكرى ولادة ذو القرنين 28 جمادى الأول Ss6
ذكر
عدد الرسائل : 11986
العمل/الترفيه : Budget Specialist
المزاج : Always Great
نقاط : 28110
تاريخ التسجيل : 26/11/2008

ذكرى ولادة ذو القرنين 28 جمادى الأول Empty
مُساهمةموضوع: ذكرى ولادة ذو القرنين 28 جمادى الأول   ذكرى ولادة ذو القرنين 28 جمادى الأول Icon_minitimeالثلاثاء مايو 11, 2010 6:52 pm

من هو ذو القرنين ؟







هناك ثلاثة آراء فيه :



1 - قال البيروني و قوم من المفسرين إنه ملك من الحمير في اليمن ، و ملوك اليمن تبدأ اسمائهم بكلمة ( ذي ) و السد هو سد المأرب المعروف ، بيد أن شواهد التاريخ لا تؤيد هذا الرأي ، لأنه لم يعرف ملك من اليمن امتلك الشرق و الغرب ، و لان سد المأرب لا تنطبقعليه مواصفات القرآن للسد .



2 - و دافع الرازي و جماعة عن الرأي القائل بأنه الإسكندر المقدوني ، لانه ملك الشرق و الغرب ، و لان قصته كانت معروفة عند الناس فسألوا النبي عنها ، إلا أنه ناقش في هذا الرأي أيضا بأن الإسكندر كان تابعا لأرسطو ، و تعاليم ارسطو لم تكن إلهية فلا تنطبق عليه آيات القرآن ، علما بأنه لم يعرف عنه بناء سد بتلك الصفات التي يذكرها القرآن .



3 - أما الباحث الهندي المسلم ( أبو الكلام آزاد ) الذي شغل لفترة ما منصب وزارة الثقافة الهندية فقد رأى أنه كان كورش الكبير الذي فتح الشرق و الغرب و قدم بحثا مفصل فـي ذلك و أستدل على رأيه بأن الرجل صالحا حسب ما نقل عن المؤرخين اليونانيين ، مثل هرودوت ، علما بأنهم أعداؤه ، و ان اليهود يقدرونه لانه أنقذهم من أعداء الدين ، و يعتقد أنهـــم إنما سألوا عنه النبي لوثيق العلاقة بينهم و بينه و لوجود إشارة إليه في كتبهم ، و أضاف الباحث أنه وجد في حفريات منطقة الإستخر تمثال لكورش له جناحا عقاب و على رأسه تاج فيه قرن كبش مما يتناسب و معنى ذي القرنين عند بعض المفسرين .



و أيد رأيه ايضا بأن السد الحديدي الموجود حاليا في جبال " قوقاز " في منطقة تسمى حاليا ( داريال ) بين وادي " ولادي كيوكز " و وادي " تفليس " تنطبق عليهتوصيف القرآن للسد علما بأن كورش هو الذي بناه ، دفاعا عن أهل المنطقة في مواجهة قبائل " يأجوج و مأجوج " المتوحشة التي كانت لهم هجمات على البلاد المتحضرة طوال التاريخ ، حيث كانت الأخيرة منها بقيادة جنكيز خان المغولي (1) هذا . و لكن الأحاديث الواردة في قصة ذي القرنين تتناسب و هذا القول و الله أعلم .



[84] [ إنا مكنا له في الأرض وءاتيناه من كل شيء سببا ]مكن الله ذا القرنين في الأرض ، و ذلك عن طريق تعريفه بالأسباب و العلل ، فذا القرنين علمه الله أسباب الحياة ، و استطاع عن طريق علمه أن يتمكن في الأرض و يسخر الطبيعة .



[85] [ فأتبع سببا ]

لقد تحرك ذو القرنين في طريق السبب ، و اختار أحد الأسباب و اتبعه بعد أن أتاه الله من كل شيء سببا ، ان علم الانسان كثير ، و لذلك فهو يختار من بين معلوماته عما يمكن أن يطبق عمليا في إطار حياته المحدودة ، و إذا أراد أن يتبع كل ما يعلم فان حياته لن تكفي لذلك حتما .



سياسة العدل

[86] [ حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة و وجد عندها قوما ]

و صل ذو القرنين الى آخر الأرض المسكونة غربا ، و حينما وقف هناك رأى الشمس تسقط في بحر أو مستنقع مائي أو ما يشبه ذلك و الانسان إذا كان في البر فانه يرى الشمس و كأنها تسقط في الأرض الملساء ، و إذا كان عند البحر يرى(1) تفسير " نمونه " للشيرازي / ج 12 - ص (545 - 549)و كأنها تسقط في جانب من البحر ، و إذا كان في مكان وراءه مياه آسنة حينئذ يرى الشمس فيها . الحمأة : الطين الأسود العفن ، و يبدو أن المنطقة التي بلغها ذو القرنين غربا ، كانت مليئة بالمياه الآسنة ، حتى اعتقد ان الشمس تسقط فيها ، و يقال : إنه وصل الشاطئ الغربي لمنطقة آسيا الوسطى حيث يرى الشمس و كأنها تسقط في الخلجان العديدة المنتشرة في منطقة ازمير بتركيا ، و لعل المنطقة كانت في ذلك العصر مليئة بالمياه الآسنة لكثرة هطول الأمطار في هذه البقعة من العالم في ذلك اليوم كما تشهد على ذلك البحوث العلمية الحديثة .



[ قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب و إما أن تتخذ فيهم حسنا ]كان أمام ذي القرنين و هو صاحب السلطة أن يتخذ أحد الطريقين ، اما طريق الجور و الإرهاب ، و اما طريق العدل والإصلاح .



[87] [ قال أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه فيعذبه عذابا نكرا ]يقول بعض المفسرين أن الظلم هذا هو الشرك . و أن الله إنما خير ذا القرنين بين التعذيب و التيسير ، لأن أولئك الناس كانوا كفارا ، و كان يمكنه أن يعذبهم حتى ينزعوا عن الكفر ، كما أنه كان يمكنه أن يبدأهم بالدعوة فمن آمن منهم عدل معه ، و من أشرك عامله بالعنف ، قال العلامة الطبرسي في مجمع البيان : ( في هذا دلالة على أن القوم كانوا كفارا ، و المعنى أما ان تعذب بالقتل من أقام منهم على الشرك ، و أما ان تأسرهم و تمسكهم بعد الأمر لتعلمهم الهدى ، و تستنقذهم من العمى (1) و يبدو أن هذا التفسير أصح و يدل ذلك على : أن السلطة الاسلامية هي السلطة التـــي تتعامل مع الناس حسب معتقداتهم ، و لكنني أرى أن الظلم هنا إنما هو بمفهومه المعروف كإغتصاب حقوق الآخرين ، بدليل قوله سبحانه و تعالى :



(1) مجمع البيان / ج 6 - ص 940



[88] [ و أما من ءامن و عمل صالحا ]

مما يدل على أن السلطة الاسلامية تعامل الناس على أساس أعمالهم و ليس على معتقداتهم ، صحيح ان المعتقدات تنتهي في الاعمال ، و الايمان ينتهي الى العمل الصالح و الشرك ينتهي الى الظلم ، و لكن المهم أن الجزاء ليس بالمعتقدات و إنما على الاعمال .



[ فله جزاء الحسنى و سنقول له من أمرنا يسرا ]

لقد أدى ايمان ذي القرنين بالله و اليوم الآخر الى اتخاذ السياسة الصحيحة في الحكم و الإدارة ، و هي إتباع العدل و الحق ، و خدمة الناس و تيسير أمور الرعية ، و تحريرهم من الروتين و البيوقراطية التي يتبعها الحكام المنحرفون .



[89] [ ثم أتبع سببا ]

ذو القرنين إستفاد أيضا من الأسباب ، و استخدم عمله و علمه في طريق آخر نافع .



[90] [ حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا ]أين وصل ذو القرنين شرقا ؟ لا أعلم ، إلا ان المنطقة كانت بدائية حيث أن القوم فيها لم يكن يملكون بيوتا تكنهم من حرارتها ، كما جاء في حديث مأثور عن الباقر ( عليه السلام ) :



" لم يعلموا صنعة البيوت " (1) .



و قال البعض ان المنطقة كانت سهلا بحيث تظلها الجبال و لعلهم كانوا يفتقرون(1) الصافي / ج 3 - ص 262



الى الثياب ايضا .



[91] [ كذلك و قد أحطنا بما لديه خبرا ]

هــذا التحـول من المغرب الى اول المشرق كان دليلا على قدرة ذو القرنين و سلطته ، و لكنها لم تكن بعيدة عن سلطة الله ، فقد كان الله محيطا به .



[92] [ ثم اتبع سببا ]

[93] [ حتى إذا بلغ بين السدين ]

بين السدين اي بين الجبلين حسب الظاهر ، و قد سبق الحديث عن انه قد يكون في منطقة القوقاز و هكذا تكون حملته شمالية .



[ وجد من دونهما قوما لا يكادون يفقهون قولا ]

كانت لغة هؤلاء بعيدة جدا عن تلك اللغة التي كان يتحدث بها ذو القرنين ، بحيث لم يكد يفقهها ، و إن الله الذي علم الانسان البيان اوجد وسيلة للتفاهم بين الطرفين .



يأجوج و مأجوج

[94] [ قالوا يا ذا القرنين إن يأجوج و مأجوج مفسدون في الأرض ]

يقال ان يأجوج و مأجوج هي قبائل مغولية بدوية ، كانت تغير على تلك البلاد ، فتعيث فيها فسادا ، و لعل ذو القرنين قد سار الى تلك البلاد لمقاومة خطرهم ( على تفسير انه كورش الكبير ) ..



[ فهل نجعل لك خرجا على أن تجعل بيننا و بينهم سدا ]

من عادة الملوك الذين يدخلون البلاد انهم يقدمون خدمة للناس ، و لكنهم في مقابل ذلك يستعمرون البلد ، و يستغلون موارده ، و يريدون من اهله ان يوقعوا على وثيقة العبودية الكاملة لهم ، و هؤلاء ايضا ظنوا ان ذا القرنين من هؤلاء السلاطين و الملــوك ، و يبدوانهم استعدوا لاعطاء المزيد من خيراتهم من أجل درء خطر يأجــوج و مأجــوج عن انفسهم .



و لكن ذا القرنين لم يطالبهم بالخراج ، أو يأخذ منهم مالا ، و انما .



[95] [ قال ما مكني فيه ربي خير ]

ان الله مكنني و سخر الحياة لي من أجل خدمتكم و خدمة المحرومين و المستضعفين ، ثم اني ابحث عن الطرق المشروعة لاستغلال الحياة ، بلى .. ان السلطة اذا ارادت ان تسخر الناس لاهدافها ، و تستثمر مواردهم ، فانها لا تدوم ، اما اذا عملت من أجل استغلال موارد الطبيعة مثلا ، تستفيد من الاراضي البور و تبدا بتصنيع البلاد و استخراج معادنها ففي ذلك خيرها و خير الشعب .



[ فأعينوني بقوة أجعل بينكم و بينهم ردما ]

لقد طالبهم ذو القرنين فقط بطاعته في طريق بناء السد ( الردم ) اي التعاون معه في سبيل انجاز المهمات الصعبة و هذه هي العلاقة المثلى بين السلطة و الشعب .



ذو القرنين أسوة الحكم الفاضل

هدى من الآيات

ماذا فعل ذو القرنين شكرا لنعمة السلطة و القوة التي وهبها ربه له ؟ و ماذا كان موقفه من هذه الزينة الحياتية ؟ و ماذا ينبغي أن يكون عليه موقف المؤمنين الصالحين من زينة الحياة الدنيا ؟



كل ذلك مما تذكره هذه الآيات الكريمة ، في سلسلة أحاديث القرآن في سورة الكهف ، عن علاقة الانسان بالطبيعة ، لقد بنى ذو القرنين سدا منيعا لا يخترق لقوم لا تربطه بهم علاقة الا علاقة الخدمة الانسانية ، و رفض أن يأخذ منهم أجرا أو يطالبهم بشكر ، انما هو الذي شكر ربه الذي وهب له هذه القدرة .



و لقد شكر ذو القرنين ربه مرتين ، مرة حينما استخدم القدرة في سبيل منفعة الناس و مرة حينما استخدم عمله وسيلة لهدايتهم ، و كشف للناس ان هذه القوة مما وهبه الله له من فضله و عرف بأن حاجة الناس الى الرسالة و الهداية أعظم من حاجتهم الى قوته و سلطته ، فاستخدم تلك اللحظة التي شعر فيها أولئك الذين كانوا



يتعرضون لهجوم مرعب كل عام مرتين بالأمن و الراحة عندما رأوا ان الله قد أنقذهم على يديه ، استغل ذو القرنين تلك اللحظة في سبيل توجيه الناس و هدايتهم ، و هذا منتهى ما يستطيع أن يقوم به صاحب سلطان أو صاحب قوة ، فهو حين يعطي ماله - مثلا - فيشبع جوعة مسكين أو يغني فقيرا ، أو يؤوي يتيما ، لا يكتفي بذلك ، و انما يبدأ بهداية ذلك الفرد ، فيقول : هذا المال ليس لي ، و انما هو لك ، و انه فضل من ربي ، ان الله قد يعطيك خيرا من هذا المال ، و هكذا يتحدث اليه فيفيده بحديثه اكثر مما يفيده بماله .



جاء للامام الحسين ( عليه السلام ) فقير يطلب منه حاجة ، فأخذ أربعة آلاف درهم و جعلها في طرف عباءته ، ثم فتح جانب الباب و دفعها له ، مستحييا منه لكي لا يجعل الفقير يحس بالخنوع ، و لكي يربيه و يزكيه ، و يبين له ان اعطاء المال بحد ذاته ليس خدمة ، وانما الخدمة الحقيقية هي الإسلوب المهذب المتواضع ، و بالتالي فان الامام يعطيه من التربية اكثر مما يعطيه من المال .



و الامام علي ( عليه السلام ) يأتيه رجل و يطلب منه حاجة ، فيشير اليه الامام بأن : أكتب حاجتك ، ولا تقلها مشافهة .



لكـي يوفر عليه ماء وجهه ، و بذلك يعطيه من التربية اكثر مما يلبي حاجته المادية .



هذا هو الموقف السليم الذي يجب ان يتحلى به المؤمنون ، فيشكرون ما اعطاهم الله عليهم من فضله و يبنون علاقتهم بالآخرين على هذا الأساس .



و هناك درس آخر نستفيده من الآيات و هو : موقف الناس من صاحب السلطة ، و أنه مهما كان عليه ذو القرنين من سلطة كبيرة و عظيمة ، فان هذه السلطة من الله و بالله و الى الله ، و يوم القيامة يحشر الناس الى ربهم لا الى سلاطينهم أو أغنيائهم ،و كل الناس في يوم القيامة سوف يختلطون ببعضهم و يموج بعضهم في بعض ، من دون ان يعرف هذا سيد و هذا مسود ، و هذا كبير و هذا صغير - بل يكونون كالنحل الذي يدخل بعضه في بعض عند الخلية من دون ان تكون هناك ميزة لواحدة دون أخرى - لا لكبير على صغير ، ولا لرجل على أنثى ، و لا لشيخ على شاب ، لأن الناس سيقفون على صعيد واحد عندما يحشرون الى ربهم ، اذن فلتسقط هذه الاعتبارات الذاتية ، و ليرتفع الانسان الى مستوى القيم .



بينات من الآيات

بناء السد

[96] [ ءاتوني زبر الحديد حتى إذا ساوى بين الصدفين ]

أي وفروا لي قطع الحديد ، و الزبر هي القطع المجتمعة من شيء ، سواءا كان ماديا كالحديد أو معنويا كالفكر ، فالكتاب السماوي يسمى زبورا لان فيه افكار مجتمعة الى بعضها ، و كذلك الحديد الذي يجتمع الى بعضه يسمى ايضا زبرا .



و بعد ان طلب أهالي البلاد من ذي القرنين ان يساعدهم في محنتهم ، جمعهم ذو القرنين و نظم قواهم ، و طلب منهم أن يجمعوا قطع الحديد التي كانت متوفرة في بلادهم ، ثم أمرهم بأن ينفخوا في النار حول هذه القطع الحديدية ، فاشعلوا النار و أخذوا ينفخون فيها كماينفخ أصحاب صناعة الحديد قديما في النار بطريقتهم الخاصة.



[ قال انفخوا حتى إذا جعله نارا ]

التهب الحديـــد من شدة النار و هكذا التحمت القطع الحديدة ببعضها ، و لم يكتف بذلك بــل .



[ قال ءاتوني أفرغ عليه قطرا ]

ثم طالبهم بأن يأتوا اليه بالنحاس المذاب ، ثم يصبونه على القطع الحديدية المحماة ، ثم يتركونها مدة حتى تبرد ، فاذا بسد عظيم بين الجبلين مبني من قطع الحديد المتلاصقة ببعضها ، وعليها النحاس .. يزيده قوة لان الحديد تتضاعف قوته مع النحاس كما يقول اصحابالفن ، يسد الخلل بين قطع الحديد . و يمنع عنه الصدأ .



و اذا كان هذا السد هو الموجود حاليا في منطقة القوقاز فان سلسلة الجبال التي تشكل حاجزا طبيعيا بين مناطق المغول و منطقة القوقاز تكون قد اكتملت بهذا السد و اصبحت كحائط عظيم حيث ان مكانه هي الثغرة الوحيدة في المنطقة و لقد كان من أروع الانجازات المعمارية في ذلك اليوم و لعله حتى اليوم يعتبر أقوى سد في العالم.



[97] [ فما استطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا ]كان مرتفعا بحيث لم يستطيع يأجوج و مأجوج أن يتسلقوه ، و كان متينا بحيث لم يستطيعوا ان ينقبوا من تحته نقبا ، و لعل ذا القرنين كان قد حفر حفيرة كبيرة و جعل الجدار الحديدي راسخا فيها بحيث لا يمكنهم النقب أيضا على المنطقة الصخرية الصلبة .



ان كل ما قام به ذو القرنين ، اعطاء الخبرة ، و تنظيم قوة الناس في بناء هذا السد ، فهو لم يأت بالحديد ، و لا بالقطر ، و لا بالقوة البشرية من بلده ، كل الامكانات كانت موجــودة و متوفرة ، و مع ذلك لم يتمكن أهالي تلك البلاد من الاهتداء الى مثل هذا العمل ، أما للاحتلافات الموجودة بينهم ، أو لعدم تنظيم قواهم ، أو لنقص في خبرتهم الحضارية ، فلم يعرفوا أنه من الممكن ان يجمعوا قطع الحديد الى بعضها ، و يفرغوا عليها قطرا حتى تصبح سدا منيعا ، و هذا ما يؤكد علىان السلطة القويمة هي السلطة التي تجمع قوى الناس و تعبؤها في سبيل مصلحتهم .



نحن نرى بلادنا تفتقر الى الصناعات الثقيلة برغم توفر كل الإمكانات لديها لإنشائها . لماذا ؟



لأن ذلك يستدعي تعبئة طاقات الامة كلها ، فالسلطة يجب ان تبني الجامعات لكي تتوفر الكوادر القيادية من العلماء ، و الفنيين ، و الاخصائيين ، الذين يمكنهم الاستفادة من الإمكانات البشرية ، و المادية بهذه الأمور ، و هذه هي الفوائد الاساسية للسلطة الحكيمةو عليها ان تستخرج المعادن ، و تبني المشاريع الضخمة لتوفير الطاقة من بترول و كهرباء و عليهــا ان تمد الجسور و الطرق . و تبني الموانــئ ثم توفــر الخطة و المال و القوانيــن المنسقة من أجل بناء صناعات ثقيلة ، و هناك يبدا دور التعب في السعي و الكد و الأبـــداع .



وعد الله

[98] [ قال هذا رحمة من ربي فإذا جاء وعد ربي جعله دكـاء و كان وعد ربي حقــا ]

أظهر ذو القرنين في تلك اللحظة التي أعجب الناس فيها بعبقريته و اكبروه ايما اكبار أظهر عجزه امام الله لكي لا يفتن الناس به انما يعبدوا ربهم ، انه قال : ان هذا السد سد منيع و هو عمل حضاري عظيم ، و لكن سيتهاوى حينما يأتي وعد الله ، يوم القيامة أو يومظهور الحجة ، أو يوم انتهاء مفعول السد تتقدم البشر حضاريات كعصرنا اليوم ، أو يوم يضعف ايمان الناس الذين كانوا أمام السد ، لا نعلم انما المهم انه في اليوم الموعود سيتهاوى السد ، و الأمور كلها بيد الله .



انه وعد الله يأتي حتما و ليس في ذلك أي ريب ، و على الناس أن لا يناموا علىحرير الأمل ، و انما يكون عندهم احساس بالخطر المستقبلي ، فيعملوا كل ما في وسعهم لتفاديه .



[99] [ و تركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض ]

الناس يصبحــون و كأنهم النحـل ، أو كأنهم الطير في السماء يختلط بعضهم ببعض ، و تنعدم الميزات كلها بينهم .



[ و نفخ في الصور فجمعناهم جمعا ]

عندما ينفخ في الصور يوم القيامة ، فان كل الناس يأتون فورا و دون أي تلكؤ فلا أحد يرفض ، و لا أحد يتكبر ، و لا أحد يتكاسل ، و هذا دليل عجزهم ، و دليل شعورهم بالتسليم المطلق لأمر الله ، و الذي كان ينبغي ان يكون عندهم في الحياة الدنيا و لم يكن .



[100] [ و عرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ]

يرى الكافرون يومئذ طبقات جهنم و دركاتها الملتهبة ، و حياتها الرهيبة كالتلال و عقاربها الضخمة كالبغال ، فيمتلؤون رعبا و يأسا ، و يعتصرهم الندم على ما عملوه في الدنيا ولات حين مندم .



[101] [ الذين كانت أعينهم في غطاء عن ذكري ]

هذا الغطاء هم الذين وضعوه على أعينهم ، باتباعهم لأهوائهم و شهواتهم ، و بخضوعهم للتضليل الاعلامي الكافر الذي يحاول جهده في أن يحجب أنوار الحقيقة عن أعين الناس ، الا ان ذلك الغطاء سيتمزق يوم القيامة فيرى أصحابه ما ينتظرهم من مصير أليم و عذاب مقيم .



[ و كانوا لا يستطيعون سمعا ]

لقد أغمضوا عيونهم ، و جعلوا بينهم و بين رؤية الذكر غطاءا من كبريائهم و غفلتهم و عنادهم كما جعلوا في آذانهم وقرا ، و ذلك الوقر هو الآخر نابع من كبريائهم و غطرستهم و تعاليهم الكاذب .

جزاء المشركين

هدى من الآيات

عادة ما تكون بدايات السور القرآنية و نهاياتها تلخيصا لموضوعها الرئيسي ، و القاء للضوء على مجمل الأفكار التي بحثت في آياتها .



و في نهاية سورة الكهف التي حدثتنا عن سلسلتين متوازيتين و مرتبطتين مع بعضها من الأفكار ، و هما الحديث عن موقف الانسان من الطبيعة و زينة الحياة الدنيا ، و الحديث عن العلم و الذكر و كيفيية الحصول عليهما ، نجد تلخيصا لهذين المبحثين .



الدرس الأخير يحدثنا عن أولئك الذين يتخذون عباد الله من دونه أولياء و لعل مناسبــة الحديث ذكر قصة ذي القرنين صاحب السلطة الشاملة الذي لم يكن سوى عبد صالح . و لم يكن لأحد ان يعبده من دون الله و هكذا تخوف آيات هذا الدرس من يعبدون البشر ، و تحذرهم بأنجهنم هي مصيرهم المحتوم ، ثم تشير الى جذر هذه المشكلة و هي التبرير و الخداع الذاتي ، حيث يعتبر ذلك في الواقع من أخطر الأمراضالفكرية التي تواجه البشر .



ان المصاب بهذا الداء يعتقد أن ما يعمله صالح ، بينما هو في جوهره فاسد ، و هكذا تصبح كل تطلعاته الخيرة وراء ذلك العمل ، و تصبح وقودا للسير الحثيث في الطريق الخطأ ، فلا يصل الى شيء من أهداف ، بل يجد كل الخسارة في انتظاره .



و هذا الداء لا يصاب به الانسان الا في المراحل المتقدمة من ضلالته ، ففي البداية تظل النفس اللوامة تحذره من الانحراف و نتائجه الوخيمة ، و يطل ضميره يوبخه ، كما ان عقله يظل يضيء له شيئا من الطريق الصواب ، بالاضافة الى أنه كثيرا ما يجد من ينصحه و يعظهو يبين له الحقائق ، لهذا يبقى له امل بأن يقوم ما أعوج من أمره .



و لكنه اذا استمر وعاند ، فانئذ يسلب الله منه ضميره و عقله ، و يجعل على بصره غشاوة و في سمعه وقرا ، و يختم على قلبه ، و ينفض الناصحون من حوله ، ليحل محلهم من يزين له السوء و يشجعه عليه ، فينتهي به الأمر الى أن يكون شيطانا مريدا .



ثم يبين القرآن حقيقة هامة هي : ان ما يحسبه الانسان ذا شأن خطير في حياته الدنيا ، من مال ، و بنين ، و جاه ، و سلطة و ما اشبه هو عند الله تافه الا اذا سار في طريقه المستقيم .



و فور ما يحدثنا القرآن عن ضلالة الانسان في الحياة الدنيا ، يذكر لنا هذه الشهوات التي تحجب قلب الانسان و توقعه في وهدة الضلالة ، و تكون السبب في وصوله الى ذلك الدرك الأسفل ، حيث يعمل شرا و يحسب أنه عمل صالحا .



ثم يعرج القرآن الى الجانب الآخر حيث المؤمنون الصالحون عملا يسكنون الفردوس و هي أعالي الجنان ، و حينما يدخل الانسان ذلك المكان يجد أنه قد خلقله ، فلا يجد في نفسه طمعا و لا طموحا ولا تطلعا آخر ، لأن جنة الفردوس هي في مستوى طموحاته و تطلعاته ، ذلك الانسان الذي لا يرضيه شيء في الدنيا ، و الذي اذا حصل على القارات السبع فانه يريد أن يصعد الى النجوم و يحصل عليها ، و عندما يرى الجنة يقول : كفانيو لا أريد عنها انتقالا .



و بالمقارنة بين هاتين الصورتين ، صورة الانسان الذي تتحقق طموحاته كلها في الآخرة و صورة الانسان الذي يعيش في الدرك الأسفل . هناك ، و هو يحسب أنه كان يحسن صنعا في الدنيا نتوصل الى معرفة الفرق بين طريق الحق ( و هذه نهايته ) و طريق الضلال ( و تلك عاقبته ) .


هذه الحقائق هي من كلمات الله التي لا تنفد ، و هي المعارف و الهدى و التوجيهات التي هي انعكاس عن سنن الله في خلقه للطبيعة و الانسان ، و لذلك على الانسان أن لا يغتر بعلمه المحدود و يعتقد أنه قد فهم كل شيء ، فهذا الغرور هو الذي يسبب اعتقاده بأنه على الصراط المستقيم ، بينما الحقيقة عكس ذلك تماما .



و تنتهي هذه السورة بتلخيص فكرة الاستفادة من فيض هذه الكلمات التي لا تنفد و لو كان البحر مدادا لكتابتها ، و هي عبادة الانسان لله ، و اخلاص طاعته له ، و العمل برجاء لقائه .

بينات من الآيات

[102] [ أفحسب الذين كفروا أن يتخذوا عبادي من دوني أولياء ]

ان اكثر الكفر لا يكون بانكار وجود الله ذاته ، و انما يتخذ صورا اخرى و من أهمها : انكار ولاية الله و حاكميته التشريعية على البشر ، فنجد كثيرا من الكفار في الازمنة السابقة و هكذا في زماننا الحاضر يقرون بأن الله هو خالق السماوات و الارض و كل ما فيهما، و لكنهم يضعون تشريعات من عندهم لادارة حياتهم



اجتماعيا ، و سياسيا ، و اقتصاديا ، و غير ذلك بزعم أن الله لم ينزل تشريعا سماويا عليهم ، بل تركهم في هذه الحياة سدى .



[ إنا أعتدنا جهنم للكافرين نزلا ]

ان زعم هؤلاء لا يقوم على حجة سليمة ولا على دليل مقنع ، بل ان كل الحجج و الأدلة المنطقية تناقضه و تؤيد ما هو ضده ، و لذلك فانهم بهذا يعرضون أنفسهم لسخط الرب الذي أعد لهم مكانا يليق بهم و هو جهنم .


مجموعة الصلوات المحمدية

المنامة - البحرين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ذكرى ولادة ذو القرنين 28 جمادى الأول
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تهنئة من القلب إلى القلب بمناسبة ذكرى ولادة منقذ البشرية
» بالفيديو .. ولادة خروف يمني على جبهته "ارحل"
» التعداد السكاني يبدأ في 13 جمادى الأولى من العام الجاري
» ولادة متعثرة تكشف مأساة زواج شاب "سعودي" بـ"إندونيسية" مخالفة للإقامة
» تطبيق نظام الرخصة الفورية للفلل السكنية بدءً من جمادى الآخرة القادم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات سفينة الثقافة العامة :: .•:*¨`*:•. ][العنكي الـمنـتـديـات الـعـامـة][.•:*¨`*:•. :: الملتقـــــــى العـــــــــام-
انتقل الى: