ماذا حصل لمنتظر الزيدي؟
حذاء رفع خلال مظاهرة في مدينة الصدر ضد زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش مع لافتة كتب عليها "الولايات المتحدة ارحلي"
بغداد، واشنطن: أحمد عبدالهادي، الوكالات
يقبع الصحفي العراقي منتظر الزيدي الذي رمى الرئيس الأمريكي جورج بوش بحذائه أول من أمس، في سجن انفرادي، فيما طالبت قناة "البغدادية" التي يعمل فيها بإطلاق سراحه "تماشيا مع الديموقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الأمريكية العراقيين بها".
إلا أن الزيدي سيواجه عقوبات متفاوتة طبقا للمادة التي سيحاكم بموجبها وهي تصل إلى القصوى (سبع سنوات سجن) إذا كيفت على أنها جريمة شروع بالاعتداء على رئيس دولة أجنبية، أما إذا كيفت على أنها شروع بالاعتداء، فلا تزيد مدة الحبس على السنة والغرامة أو إحداهما، أو كيفت على أنها إهانة لرئيس دولة أجنبية وهذه عقوبتها الحبس لمدة لا تزيد على السنتين.
وكان مشهد رمي الزيدي حذاءه باتجاه الرئيس الأمريكي قد استأثر باهتمام خاص في الولايات المتحدة التي أفاضت وسائل إعلامها في شرح معنى إلقاء الحذاء بوجه شخص آخر في منطقة الشرق الأوسط، باعتباره إهانة كبيرة، خلافا للعرف الأمريكي الذي يعتبره مثل إلقاء معطف أو جورب.
وبالرغم من ادعاء بوش أنه لم يشعر بالإهانة من جراء التصرف، سخرت الصحف الأمريكية من ردة فعل بوش لحظة تلقيه ضربة الحذاء، وقارنت بين الحذاء وصواريخ صدام.
مجلس الوزراء العراقي يطالب القناة بالاعتذار عن تصرف أحد منتسبيها
"البغدادية" تطالب بإطلاق الزيدي وهيئة علماء المسلمين تعتبر رشقة بوش بالحذاء موقفاً وطنياً وشجاعاً
بغداد: الوكالات
طالب مجلس الوزراء العراقي قناة "البغدادية" الفضائية بتقديم اعتذار معلن عن رشق صحفي منتسب لها الرئيس الأمريكي جورج بوش خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء نوري المالكي أول من أمس.
وذكر توضيح صدر عن المركز الوطني للإعلام التابع لمجلس الوزراء العراقي "أن أحد المنتسبين إلى إحدى الفضائيات قام بتصرف همجي مشين لا يمت إلى الصحافة بصلة وذلك بأن حاول الاعتداء على الرئيس الضيف".
وكان منتظر الزيدي الذي يعمل مراسلا صحفيا لقناة البغدادية الفضائية قد رشق بوش بفردتي حذائه خلال مؤتمر صحفي مع المالكي ووصفه بأنه "كلب"،وتم إبعاد الصحفي العراقي من القاعة بواسطة أفراد الأمن. وطالب المركز بتقديم اعتذار معلن عما بدر من الصحفي حيث ذكر التوضيح "أننا في الوقت الذي ندين فيه هذا العمل المشين، نطالب الجهة التي ينتمي إليها هذا الشخص بتقديم اعتذار معلن عن هذا العمل الذي أساء إلى سمعة الصحفيين العراقيين والصحافة بشكل عام قبل أن يسيء إلى المكان الذي هو فيه والذي كان موضع إدانة من زملائه الحاضرين".
ودعا المركز المؤسسات الإعلامية "المحترمة" إلى التدقيق في شخصيات من يمثلهم بحيث لا يسيئون استخدام التسهيلات التي يتمتع بها رجال الإعلام.
ومن جانبها، طالبت قناة "البغدادية " التي تبث برامجها من مصر السلطات العراقية بالإفراج الفوري عن الزيدي "تماشيا مع الديموقراطية وحرية التعبير التي وعد العهد الجديد والسلطات الأمريكية العراقيين بها".
ودعا بيان للقناة كافة المؤسسات الصحفية في العالم إلى التضامن مع الزيدي للإفراج الفوري عن مراسلها.
وقالت القناة "إن أي إجراء يتخذ ضد منتظر الزيدي إنما يذكر بالتصرفات التي شهدها العصر الدكتاتوري وما اعتراه من أعمال عنف واعتقالات عشوائية ومقابر جماعية ومصادرة الحريات الخاصة والعامة".
وتضاربت ردود الفعل في العراق حول واقعة الرشق فقد أشادت وكالة "الأخبار" العراقية بالزيدي قائلة إنها تحيي الصحفي على "موقفه الشجاع الذي رفع رأس الصحفيين العراقيين وأفهم المجرم بوش أن تقديره لدى شعب العراق ليس أكثر من حذاء وإن كان زميلنا العزيز منتظر رماه بحذاءين وليس حذاء واحداً".
كما أشادت "هيئة علماء المسلمين" أكبر منظمة سنية في العراق بـ"الموقف الوطني الشجاع للصحفي الزيدي في رشقه رئيس الإدارة الأمريكية بوش بحذائه أمام جمهرة من الصحفيين"، مؤكدة أن "هذا الموقف البطولي عبر أصدق تعبير عن غضب العراقيين ورفضهم المطلق للاحتلال الأمريكي المقيت الذي قاده هذا المجرم ضد بلدهم".
ومن ناحية أخرى، استنكر زياد العجيلي مدير "مرصد الحريات الصحفية" في العراق تصرف الزيدي واعتبره "غير مهني وبعيدا عن الروح الصحفية"، مبينا أن "سلوك الصحفي في حياته الخاصة لا ينبغي أن ينعكس على حياته المهنية".
وقال المحامي العراقي المخضرم طارق حرب إن "العقوبة القصوى التي قد يواجهها الصحفي، هي الحبس لمدة سبع سنوات ونصف إذا كيفت على أنها جريمة شروع بالاعتداء على رئيس دولة أجنبية وفق المادة 223".
وأضاف حرب "أو أن يكيف الفعل كجريمة الشروع بالاعتداء وفق المادة 413 من القانون العراقي، وهذه عقوبتها الحبس لمدة لا تزيد على السنة والغرامة أو إحدهما أو تكيف على أنها إهانة لرئيس دولة أجنبية وهذه وفق المادة 227 وعقوبته الحبس لمدة لا تزيد على السنتين".
وكان رئيس الجمعية العراقية للدفاع عن حقوق الصحفيين إبراهيم السراجي أعلن في وقت سابق أن أكثر من 50 محاميا عراقيا تطوعوا للدفاع عن الزيدي المعتقل حاليا.
وقال السراجي "ما زلنا ننتظر نوعية التهمة التي ستوجهها الحكومة العراقية إلى الزيدي وأن أكثر من 50 محاميا عراقيا أبدوا استعدادهم للدفاع عنه في المحاكم". وأضاف "نحن نطالب الحكومة بالإسراع في الإفراج عن الزيدي".
وكان الرئيس الأمريكي قلل من شأن الحادث، قائلا إنه "بالنسبة لمن يهمه الأمر، فإن الحذاء الذي رشقت به مقاسه عشرة".
أحد زملائه أكد أنه عراقي وطني خطط لعمله منذ أشهر
تظاهرات في مدينة الصدر والبصرة والنجف تضامناً مع الزيدي
بغداد: أ ف ب
أكد أحد العاملين في قناة "البغدادية" أمس أن زميله الصحفي منتظر الزيدي "وطني متشدد" كان يخطط لفعلته منذ أشهر فيما شهدت مدينة الصدر والنجف والبصرة تظاهرات تأييداً لقذفه الرئيس الأمريكي بالحذاء.
وقال زميله في العمل جهاد الربيعي إن "الأمر متوقع من منتظر، إذ إنه وطني متشدد جدا فيما يتعلق بالعراق"..
وأضاف إن "التصرف الذي بدر من منتظر هو تصرف شخصي يعبر عن نفسه فقط وليس عن توجه القناة". وشدد على أن "القناة التي لديها مقر في مصر، مستقلة ولا ترتبط بأي حزب سياسي".
وقال مصدر في القناة إن "منتظر كان يعمل لقناة "الديار" المحلية سابقا وقبلها في عدد من الصحف المحلية وهو شيوعي يساري في ميوله السياسية ومناهض للأمريكيين والقوات الأمريكية ومتشدد في معارضته للرئيس الأمريكي جورج بوش".
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه "إن منتظر توعد قبل حوالي سبعة أشهر أمام عدد من الصحفيين بأن يلقي حذاءه على رأس بوش إذا سنحت له الفرصة بحضور مؤتمر للرئيس بوش إلا أن الآخرين اعتبروه مجرد كلام ليس أكثر".
وخرج أتباع التيار الصدري الذي يتزعمه عالم الدين مقتدى الصدر في تظاهرات في بغداد والبصرة والنجف أمس تطالب بالإفراج عن الزيدي.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها بالعربية والإنجليزية "اخرج يا بوش، نطالب بإطلاق سراح الزيدي الذي عمل بمبدأ الديموقراطية" و"نطالب الحكومة العراقية بالحفاظ على حياة الزيدي الذي عبر عن إرادة العراق بموقفه العظيم أمام كبير الشر بوش".
وقال القيادي البارز في التيار الصدري حازم الأعرجي الذي شارك بالتظاهرة في النجف، نحن " نتظاهر لنعلن عن رفضنا واستنكارنا لزيارة بوش إلى العراق وسوف تنطلق التظاهرات في كافة المدن العراقية احتاجا على زيارة بوش وللمطالبة بإطلاق سراح الزيدي". وأضاف "سوف يشكل مكتب الصدر لجنة قانونية لمتابعة قضيته".
�