د. يوسف الأحمد لِخادم الحرمين: ملف الموقوفين بالغ الخطورة ويحتاج منكم إلى معالجته ورفع الظلم عن أبناءِ شعبِك ..

د. يوسف الأحمد لِخادم الحرمين: ملف الموقوفين بالغ الخطورة ويحتاج منكم إلى معالجته ورفع الظلم عن أبناءِ شعبِك ..

أكد فضيلة الشيخ الدكتور يوسف بن عبد الله الأحمد - أستاذ الفقه المشارك بجامعة الإمام - في خطابٍ بعثه إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على أنّ السجون الأمنية أصبحت هيَ المؤثر الأكبر في تجنيد الشباب نحو الغلو والتكفير، مبيِّناً أنّ ذلك بسبب القهر والظلم وعدم تطبيق النظام والقضاء في حقِّهم.

وقالَ الأحمد في خطابه: بأنّ الإساءة للموقوف أثناء اِعتقالهِ وترويعه وترويعِ أهله وعدم إخباره بأسبابِ إيقافه ومنعه من الاِّتصال بأهله من أجلِ إخبارهم أنه أوقف؛ مخالفٌ للشرع لما فيهِ من الظلم، ومخالفٌ لنظام الإجراءات الجزائية الذي نصّ على أنه "لا يجوز القبض على أيِّ إنسانٍ أو توقيفه إلا بأمر من السلطة المختصّة بذلك، ويجب معاملته بما يحفظ كرامته، ولا يجوز إيذاؤه جسدياً أو معنوياً، ويجب إخباره بأسباب إيقافه، ويكون له الحق في الاِتصال بمن يرى إبلاغه".

وأشار الأحمد إلى أنّ جهاز المباحث جهة قبض لا يحقُّ له التحقيق والاستجواب، وإنما المختصّ بذلك جهاز هيئة التحقيق والاِّدعاء العام.

وبيّن الشيخ يوسف الأحمد قناعة مدير المباحث الفريق: عبد العزيز الهويريني، برأي جهاز أمن الدولة المصري السابق أن مراجعات جماعة الجهاد لم تكن إلا بطول مدة السجن، ولذلك فالجهاز الأمني لا يخضع لنظام الإجراءات الجزائية، ولا يكتفي بالحكم القضائي، ويتناقل كثيرٌ من الأهالي عن مدير المباحث قوله: "إن عدم إحالة الموقوفين إلى المحاكم؛ لأن المحكمة ستكتفي بما مضى، أو بمدة قصيرة كالسنتين أو الثلاث، ونحن نرى أنّ المدة قصيرة ولا تكفي"
وأشار الأحمد إلى جزم الأهالي بأنّ الجهاز الأمني يقوم بنهب وأخذ أموال الموقوفين، وأنه لا يوجد أحد من الموقوفين إلا ونُهبت أمواله.

وطالبَ الشيخ الأحمد بالتحقيق مع مدير عام المباحث، والمحققين في جهاز المباحث، ومدراء السجون وغيرهم، وإحالة المخالفين منهم للشرع والنظام إلى القضاء الشرعي .

وفي ختام خطابه ناشد الدكتور الأحمد خادم الحرمين الشريفين بالمعالجة العاجلة جداً لهذا الملف، وقال: "خادم الحرمين الشريفين: إن الأمر بالغ الخطورة، ويحتاج منكم إلى معالجة عاجلة جداً، ورفع الظلم عن أبناء شعبك الكريم قبل استفحال المشكلة، ويعسر حلُّها حينئذ" .

مما يجدر ذكره أن الشيخ الأحمد قام بإرسال صورة من الخطاب مع التحية والتقدير إلى ولي العهد والنائب الثاني ونائب وزير الداخلية ومساعد وزير الداخلية وعشرينَ مسؤولاً ممن يخُصّهم أمر الإفراج عن المعتقلين الأمنيين .