كاتب سعودي يطالب بتحسين العلاقات مع إسرائيل لمواجهة إيران

أحمد الطويان: إسرائيل لم تسع إلى إسقاط النظم السياسية أو إشاعة الفوضى كاتب سعودي يطالب بتحسين العلاقات مع إسرائيل لمواجهة إيران

كاتب سعودي يطالب بتحسين العلاقات مع إسرائيل لمواجهة إيران Newspic3159

طالب الكاتب السعودي أحمد محمد الطويان بضرورة أخذ التهديدات الإيرانية على محمل الجد خصوصاً أن إيران دولة محتلة لأراضي عربية في الخليج ولديها تنسيق رفيع مع الإسرائيليين والأميركيين.

وأن إيران تظهر العداء لإسرائيل وتغازلها بل تعمل معها في ملفات كثيرة ، ويطرح الكاتب سؤالاً عن العدو الحقيقي لإسرائيل بميزانهم نحن أم إيران؟

ويستند الكاتب على كتاب "التحالف الغادر" لأكاديمي أميريكي من أصول فارسية تطرق للعلاقات السرية بين أميركا وإسرائيل مع إيران ، وأن هذا يجعلنا نفكر بأمننا الإستراتيجي ويحثنا للعمل على إقناع إسرائيل بالمبادرة العربية للسلام حتى يتحقق الأمن العربي وتذهب ذرائع إستخدام العنف التي تستند إليها الجماعات المسلحة.

ويؤكد الكاتب أن إسرائيل وإيران عدوين للعرب ولكن إيران تلعب في الداخل ولديها متعاطفون يهددون أمننا الداخلي ولكن ليس لإسرائيل متعاطفين تحركهم لإشاعة الفوضى.

نص مقال "العرب بين إسرائيل وإيران"

قدر الجغرافيا وربما التاريخ، جعل العرب محاصرين بين عدوين لهم ذات المواصفات والتكوين ويشتركون بنفس المطامع، تجمعهم عنصرية ضد العرق العربي.

إيران ترى أن العرب أقل منهم عرقياً وثقافياً وتاريخياً ، وإسرائيل تستهين بالعرب وتعتبرهم أصواتا مزعجة بلا فعل مؤثر أنهم أقل منها عسكرياً وكذلك تعتبرهم متخلفين لا فائدة منهم!

الأكثر خطورة أن يتحالف العدوان، سواء بالتواطؤ أو الاتفاق غير المباشر، وهذا ما كتب عنه باستفاضة تريتا بارسي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جون هوبكنز الأميركية في كتابه "التحالف الغادر" والذي قال في ثناياه إن اللهجة التصعيدية التي يظهر بها الإيرانيون ضد إسرائيل ليست سوى تمثيل وادعاء، وأن الكلام الذي تقوله القيادة الإيرانية لا تنفذه وهو بعيد كل البعد عن الممارسات السياسية والتحركات الدبلوماسية التي تقوم بها وتسعى من ورائها للتقرب من إسرائيل والولايات المتحدة ، مستشهداً بالوساطة التي قام بها السويسري تيم غولدمان والذي حمل وثيقة إيران للأميركيين تتضمن مبادرات وتنازلات للوصول إلى تنسيق كامل مع الإسرائيليين والادارة الاميريكية وتشكيل فريق عمل تنسيقي يضم حكوميين إسرائيليين وأميريكيين وإيرانيين.

وذكر بارسي في كتابه أن الايرانيين كانوا قاب قوسين أو أدنى للاعتراف بإسرائيل لولا الموقف الرافض لنائب الرئيس الأميركي السابق ديك تشيني الذي رفض أي تقارب مع ما يسمى بمحور الشر، كما أشار للتأثير الإيراني على حزب الله اللبناني للإنخراط في العملية السياسية اللبنانية وقبول المبادرة العربية التي أطلقت في قمة بيروت 2002 ، إضافة للتعهد الإيراني لصقور البيت الأبيض آنذاك بحفظ أمن العراق وتقديم مساعدات كبيرة للقوات الأميريكية وتشكيل حكومة غير دينية بعد الإطاحة بنظام صدام حسين.

كل ذلك كان بتنسيق رفيع المستوى مع الإسرائيليين والأميريكيين لتحقيق مكاسب إستراتيجية على صعيد الملف النووي وغيرها ، ويتم كل هذا على أصداء كلام استفزازي يطلقه الإيرانيون بين الفينة والأخرى. هذا يثير القلق ويبعث للإحباط ويدعونا للتفكير بجدية وبدون مؤثرات عاطفية ، ويدفعنا لطرح سؤال منطقي وواقعي من ترجح كفته في ميزان العداء الإسرائيلي نحن أم الإيرانيين؟

والسؤال الآخر من يشكل خطورة أكبر على مصالحنا ووحدة أوطاننا وأمننا القومي إسرائيل أم إيران؟

إسرائيل لا أحد ينكر أنها قوة محتلة وتنضح بالعنصرية وتزرع الكراهية كل يوم في نفوس المسلمين والعرب ولكنها – على الأقل فيما نعلم- لم تسع إلى إسقاط النظام السياسي لأية دولة عربية أو إشاعة الفوضى بداخل هذه الدولة العربية أو تلك في حالة السلم، وفي المقابل نجد محتلاً ثائراً يغلف نفسه برداء نظام سياسي مكتمل التكوين الدبلوماسي ، يحتل الأراضي العربية في الخليج وينتهك سيادة دول الخليج ويتحدى ويصعد لهجته ويزرع الجواسيس ويدعم التنظيمات المسلحة بقصد هز الأمن الأقليمي ويحرك أتباع المذهب الديني الذي ينتهجه ويتحدث باسمهم ويؤلبهم على حكوماتهم وهم مواطنون من الدرجة الأولى في دولهم، بعكس العرب الأهواز الذين ظلمهم التعصب والتعنت الفارسي.

يرى البعض أن على العرب البحث عن مصالحهم بتحسين العلاقة مع إسرائيل على أساس مصلحي بما لا يتعارض مع مواقفنا الدينية والثقافية والتاريخية ، ولكن بلغة الواقع نحن أمام تحديات أمنية بالغة الحساسية تتطلب إقناع إسرائيل وأميركا بأن لا علاقة بين الإسلام والإرهاب، وأن الأسباب التي تؤجج الرغبة في الجهاد والتماس مع الإسرائيليين هم من يصنعونها ويجب أن تنتهي هذه الأسباب بالعمل الجاد لإيجاد دولتين ذات سيادة فلسطينية وإسرائيلية وأن نعمل سوياً مع الإسرائليين لتنفيذ مبادرة السلام العربية.

إسرائيل ستحترم إنسانية العرب إذا تحركنا مع القوى اليهودية المحبة للسلام نحو تغيير الصورة النمطية للعرب، والأهم أن نعترف بالخطر الإيراني الداهم الذي قد يدمر أساسات البنية السياسية العربية ويجعلنا نعيش في أجواء التطرف والتجييش المذهبي.
إسرائيل إذا عملت بجدية لتحقيق السلام وفق المبادرة العربية ستجد شركاء في المنطقة يطلقون معها حلف الشرق الأوسط على غرار "الناتو"، ما سيحرق الورقة الإيرانية التي بدأت فعلاً بالإحتراق مع تخلخل النظام السوري وإنكشاف الوجه القبيح لإيران في البحرين والكويت ، مما جعلها مكروهة شعبياً. وربما يتأكد لنا يوماً بعد آخر أن إسرائيل أكثر عدالة من إيران، وأنها أهون الشرين ، لأن إيران تحرك قوى في الداخل لها إرتباطات دينية بالنظام الشيعي في طهران بينما إسرائيل لا يوجد لديها متعاطفون يمكن توجيههم والتحكم بهم داخل الدول العربية.

الشعوب العربية وخصوصاً في الخليج العربي ظلمها التطرف الذي يعتقد الغرب أنه يمثلها ويعكس حقيقتها وهذا غير صحيح ، فلا إبن لادن وعصابته يمثلنا ولا أي منظمة ترفع السلاح بوحه الحوار.