أبو مهدي °ˆ*¤§(عنكي مدير المنتدى)§¤*ˆ°
الأوسمه : عدد الرسائل : 11986 العمل/الترفيه : Budget Specialist المزاج : Always Great نقاط : 28110 تاريخ التسجيل : 26/11/2008
| موضوع: البكاء لم يقتل أحداً الخميس سبتمبر 30, 2010 7:52 pm | |
| بقلم/ توفيق حسن المحسن 18/10/1431هـ استغربت إحدى الأخوات التي كانت تهم للدخول إلى إحدى المناسبات بقدوم امرأة تحمل على متنها طفلاً كبيراً وهي تئن من التعب حيث استطاعت أن تستعيد بعض قواها بعد أن دخلت ذلك المكان وأخذت مكانها في الجلوس، فبادرتها بالسؤال التالي: · لماذا لا تتركي طفلك يمشي فهو كبير من جهة وثقيل من جهة أخرى والمسافة من منزلك إلى هنا بعيدة نسبياً؟ · فكان الرد: لأنه يبكي إذا لم أحمله. · يبكي؟ وهل البكاء يشكل خطراً على الطفل؟ · لا، ولكني لا أحتمل بكاؤه. يخضع الكثير منا لبكاء الطفل خضوعاً مبالغاً فيه، الأمر الذي يؤدي إلى اختلال في طريقة التربية حيث يؤدي بالطفل إلى اللجوء إلى البكاء كلما أراد شيئاً وذلك بعد أن اطمأن إلى أن والديه يستسلمون لمجرد بكائه. يقول علماء التربية بأن السنوات الأولى من عمر الطفل هي بمثابة المرحلة التي من خلالها نستطيع أن نكتشف فيها مواهبه واهتماماته، وفي تلك الفترة يستطيع الوالدان تشكيل شخصيته والمساهمة في تنمية تلك المواهب. وعندما يستسلم الوالدان إلى بكاء الطفل فإن الفرصة ستذهب من بين يديهما لأن الطفل سينشغل ببتلبية رغباته عبر البكاء وبالتالي فإن الأسرة سيكون همها إسكات الطفل ولا غير. ولعل أبرز سلبيات الاستسلام إلى بكاء الطفل عندما يبلغ الطفل سن الخامسة والسادسة حيث يصعب السيطرة عليه وستكثر طلباته وسيجد الأب والأم صعوبةً كبرى في التعامل معه بعدم تلبية تلك الرغبات. وثمة نقطة أخرى جديرة بالذكر تتمثل في أن الطفل لن يسكت لمجرد تلبية طلبه لأنه سيلجأ إلى طلب آخر مباشرةً أو سيحتج بأن هذا الطلب غير كافي لأنه يريد أن يكتشف نقاط ضعف والديه من هذه الناحية حتى يسيطر على الجو العام للمنزل، وقد يعترض أحدنا بقوله: وكيف لطفل صغير أن يفكر بمثل هذا التفكير؟، وحقيقةً يجب أن نعيها جميعاً بأن تفكير الطفل في هذه المرحلة يعتبر متقدم جداً مقارنةً بسنه الصغير والسبب هو حب الاستكشاف التي فطره الله عليها من أجل تنمية مداركه. إذاً بكاء الطفل لا يشكل خطراً على حياته، بل يعتبر البكاء أمر طبيعي في حياة أي طفل، وبإمكاننا أن نتعامل مع أي طلب غريب للطفل بعدم الاصغاء له وتبيين عدم ملاءمته له، فإن اقتنع بذلك فهذا أمر جيد وإن لم يقتنع سيلجأ بلا شك إلى البكاء، وكل ما علينا أن نفعله هو تركه يبكي بدون بذل أي محاولة لإسكاته أو التودد إليه، عندها لن يجد الطفل بداً من السكوت والاستسلام. طبعاً العملية تحتاج إلى التكرار الحازم مع الطفل بمعنى لن تنفع تلك العملية عند استخدامها لفترات دون أخرى، بل يجب أن نستخدمها كلما وجدنا طلب الطفل غير لائق. | |
|